“الأبناء دون الآباء” الخيار الوحيد لمغاربة رفح العالقين

تستمر معاناة المغاربة العالقين بمعبر رفح في غزة، فبعد أن ظلوا هناك لما يزيد عن شهر وهم ينتظرون حضور القنصل المغربي بالمعبر الحدودي من أجل السماح لهم بالعبور إلى الأراضي المصرية. حضر القنصل أمس إلا أن العائلات وجدت نفسها أمام “خيارات مستحيلة” حيث يسُمح للأبناء فقط بالعبور دونا عن آبائهم.

وقال فلسطيني مغربي فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريح لـ”صوت المغرب” إن: “هناك الآن نحو ستين فلسطينيا من أصل مغربي توجد أسماؤهم في لائحة المسموح لهم بالخروج إلا أن هذه اللائحة تتضمن الأبناء دون الآباء”.

وأشار المصدر ذاته إلى أن القنصل المغربي بمصر التقى أمس بهؤلاء المغاربة العالقين “واضعا إياهم أمام خيارين كلاهما فاجعة.. حيث طالبهم بالسماح فقط للأبناء بالخروج من القطاع بينما يعود آباؤهم من حيث أتوا”، وتابع المتحدث “وفي حالة رفض هذا الخيار الأول تعود الأسرة كاملة إلى غزة مع توقيع التزام بعدم المطالبة بالإجلاء مرة ثانية”.

وهي الخيارات التي يعتبرها هذا المصدر “غير معقولة ومجحفة جدا بعد رحلة موت طويلة خاضتها هذه العائلات حتى تتمكن من الوصول إلى المعبر، لتجد أمامها كل هذه الشروط المستحيلة”.

وحاولت “صوت المغرب” التواصل مع القنصلية المغربية بمصر ووزارة الخارجية بالرباط بشأن تقديم توضيحات بخصوص هذا الملف، دون أن تتلقى أي جواب.

وعن الوضع الإنساني لهذه العائلات العالقة بمعبر رفح منذ ما يزيد عن شهر قال المتحدث “إن هنالك أكثر من 150 مغربيا متكدسا داخل صالة واحدة.. بالكاد يسدون رمقهم بوجبة واحدة في اليوم وسط ظروف صحية كارثية”.

وبينما يوجد مغاربة عالقون بالمعبر على أمل الخروج مايزال هناك أكثر من ألفي مغربي بمختلف مناطق القطاع، وقال الفلسطيني المغربي الذي تحدثت إليه “صوت المغرب” إن “من بينهم والدته وشقيقته اللتين تتوفران على كشف يسمح لهما بالخروج لكن الحصار والقصف المتواصلان يحولا دون وصولهما إلى المعبر”.

وكانت دفعة أولى من المغاربة قد تمكنت من الخروج من غزة عبر معبر رفح بتاريخ 13 نونبر الماضي في عملية قامت بها السفارة المغربية بمصر، إلا أن مجموعات أخرى من مغاربة غزة وصلت إلى الحدود مع مصر بعد هذا التاريخ لم تتمكن من الخروج بسبب عدم وجود ممثل دبلوماسي عن المغرب بالمعبر.

وتشترط السلطات المصرية على كل من أراد الخروج من القطاع عبر معبر رفح الحدودي ممن يحملون جنسيات أخرى وجود ممثل دبلوماسي عن بلدانهم.

وتطالب فعاليات حقوقية ونقابية مغربية السلطات المعنية بالتدخل الفوري لإيجاد حل لهؤلاء المغاربة، وآخرها المنظمة الديمقراطية للشغل التي طالبت في بلاغ لها أصدرته الأحد 17 دجنبر 2023 بإيجاد “حل سريع للمغاربة المحاصرين والمعلقين في معبر رفح بغزة الفلسطينية لعودتهم إلى أرض الوطن”.