story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
التعليم والجامعة |

احتجاج طلابي ضد العثماني.. البوحسيني ترفض العنف وتدعو العثماني إلى الخروج عن صمته

ص ص

شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، يوم الأربعاء 4 ماي 2025، احتجاجاً طلابياً ضد حضور سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، لتأطير ندوة حول موضوع “الصحة النفسية”، ما اضطر إدارة الكلية إلى تغيير القاعة التي كانت ستحتضن الندوة بقاعة أخرى على مستوى جناح العمادة.

وقد سعى المحتجون إلى إيقاف تنظيم هذه الفعالية الأكاديمية، احتجاجاً على مشاركة العثماني، باعتباره “المسؤول عن توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل في دجنبر 2020″، حين وقّع الاتفاق بصفته رئيساً للحكومة، إلى جانب كل من مستشار الأمن القومي الإسرائيلي حينها مائير بن شبات، وجاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي آنذاك.

وكان فصيل الطلبة القاعديين قد أعلن، في بلاغ صدر عشية الندوة، استعداده لمواجهة العثماني ومطالبته بمغادرة الكلية، حيث قال: “كلمتنا دائماً هي الميدان والساحات. سيقول (العثماني) كل شيء إلا الحقيقة. وماذا نقول له نحن؟ ارحل عن الساحة، فالتضحيات لا تُنسى كما لا تُنسى الخيانات”.

ورغم هذا الاحتجاج، انعقدت الندوة، التي نظمتها شعبة علم النفس الإكلينيكي بشراكة مع إحدى دور النشر، في موعدها وفي أجواء طبيعية، عكس ما يُروّج بشأن منعها أو طرد المحاضر. وقد حضرها عدد من الشخصيات ووسائل الإعلام، كما أشرف العثماني بعدها على توقيع كتابيه “الاكتئاب” و”الصحة النفسية الإيجابية”.

وعقب انتهاء الندوة، حاول بعض الطلبة القاعديين محاصرة العثماني أثناء خروجه من الكلية، مرددين شعارات من قبيل “ارحل ارحل” و”فلسطين قضية، ليست حملة انتخابية”. وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة مغادرة العثماني للكلية تحت حراسة مرافقيه، بعد أن حال الطلبة دون مغادرته بسيارته.

وتباينت الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص الحادث، بين من أعرب عن تضامنه مع رئيس الحكومة والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، إزاء ما تعرّض له في كلية الآداب بمرتيل، وبين من يعتبره احتجاجاً مشروعاً يعبر عن الغضب من “مسؤولية” العثماني في التطبيع.

وفي هذا السياق، ترى الأستاذة الجامعية والحقوقية لطيفة البوحسيني أن مسؤولية سعد الدين العثماني، بصفته رئيساً للحكومة وقتها، في ما يخص التطبيع “لا تنفي أن القيادي في العدالة والتنمية ومعه حزبه مناصرون للقضية الفلسطينية، كما أنهم مناهضون للتطبيع”.

وقالت البوحسيني، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن العثماني “رجل طيب ومحترم، لا نقاش في ذلك”، غير أنها اعتبرت أنه وجد نفسه في “وضع محرج، بدون شخصية تعبر عن رأي مستقل، عندما تورط في توقيع اتفاق التطبيع”.

وأضافت: “حتى إذا كانت الدولة العميقة هي من ورطته، فإنه يتحمل المسؤولية، وكان عليه أن يعبّر عن موقفه ويقدم استقالته”.

وترى البوحسيني أنه على العثماني الخروج عن صمته، “والتحلي بالشجاعة لتوضيح موقفه، مع تقديم اعتذار واضح عن الخطأ الذي ارتكبه”، مشيرة إلى أن هذا هو السبيل لإنهاء موجة الانتقادات المستمرة التي تطاله.

ومع قناعتها بأن حزب العدالة والتنمية مناصر للقضية الفلسطينية، ترى البوحسيني أن على السياسي أن يتحمل مسؤولية مواقفه، وألا يقع في فخ تبرير ما لا يؤمن به.

كما شددت على أنه “كان ينبغي على العثماني تقديم استقالته بعيداً عن ضغط عبد الإله بنكيران (الأمين العام الحالي للحزب)، الذي خرج للتبرير حينها”، موضحة أنه “حتى مع عدم تقديمه للاستقالة، لا بد من الاعتذار عن خطأ لا يعلم أحد التفاصيل التي كانت وراءه”.

وفي ما يخص الاحتجاج الطلابي ضد حضور العثماني بكلية الآداب بمرتيل، فقد شددت البوحسيني على “حق الطلبة في اتخاذ موقف”، قائلة: “هم غير ملزمين بمواقف ترضينا دائماً، سواء كانوا قاعديين أو غيرهم”.

وختمت بالقول إن الاهتمام بالسياسة داخل الجامعة أمر ضروري، مشيرة إلى أن “تسجيل الموقف السياسي واجب، لكن الأهم هو عدم اللجوء إلى العنف أثناء ممارسة الحق في الاحتجاج”.