story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
تكنولوجيا |

إلياس أخوماش.. إبن “لاماسيا” الذي حقق حلم اللعب للمغرب

ص ص

كانت مباراة المنتخب المغربي لأقل من 23 سنة ضد الأرجنتين، برسم أولى مبارايات الألعاب الأولمبية فرصة لإلياس أخوماش ليثبت جدارته بحمل قميص بلاد الأجداد بدل إسبانيا.

إبن مدرسة البارصا الشهيرة “لاماسيا” كان حضوره متميزا في الجهة اليمنى لتشكيلة الناخب الوطني طارق السكيتيوي مثلما توقع الكثيرون ممن يعرفون إمكانيات الولد الخارقة ومهاراته الفنية اللافتة للإنتباه، وفعل ما شاء في دفاع الأرجنتينيين وساهم في صناعة هدفي المنتخب المغربي وكان واحدا من أبرز لاعبي المباراة.

لإلياس صيت كبير في الدوري الإسباني بسبب مباراة كانت بداية لقرارات كبيرة داخل البارصا، فقبل أشهر عندما سجل مهاجم هدفا قاتلا ضد نادي برشلونة، اتجه إلى ركن ملعب “مونجويك” ورافعا يديه معتذرا لجمهور فريقه الأم الذي احتضنه طفلا صغيرا في أكاديميته الشهيرة لاماسيا، الجمهور الذي كان يعرف الولد جيدا ويعرف دماثة خلقه ومهاراته المذهلة وكان يرى فيه شيئا من أسطورته الراحل ليونيل ميسي، بادله الإعتذار بتصفيق طويل رغم مرارة الهزيمة داخل الميدان، وكثيرون منهم بعد المباراة عبروا على وسائل التواصل الإجتماعي عن غضبهم على إدارة ناديهم التي فرطت في لاعب موهوب مثل إلياس أخوماش وتركته يذهب إلى مجاورة “الغواصات الصفراء” بعد انتهاء عقده مع البارصا.

تطواني ولد في كطالونيا
في السادس عشر من شهر أبريل من عام 2004، ببلدة إكوالادا الكطلانية، رزق مهاجران مغربيان ينحدران من مدينة تطوان، بإبن سمياه إلياس، وأضيف إلى لقب الأب والأم أخوماش شقور، ولم تمض إلا شهور قليلة على ولادته، حتى انتقل جميع أفراد الأسرة إلى بلدة أخرى قريبة من برشلونة إسمها أوستاليت دي بييرولا، هناك كبر إلياس ونشأ في أحيائها الهادئة مهتما بدراسته التي كان متفوقا فيها، رغم أن كرة القدم كانت تجذبه إليها منذ نعومة أظافره.

التحق بفئة الصغار بنادي بلدته أوستاليت، عام واحد كان كافيا لإلياس أخوماش أن يبرز موهبته الكبيرة وإجادته اللافتة للعب بالرجل اليسرى، في مباريات دوريات الفئات الصغرى خلال العطل المدرسية، حيث هناك كان يحضر كشافو أكاديميات التكوين التابعة للأندية العريقة، فالتقطته أعين الخبراء وقدموا لوالديه عروضا من أجل ضمه، ولم يجد إلياس وأسرته أفضل من لاماسيا في برشلونة القريبة.

في فئات البارصا، استطاع إلياس أخوماش التأقلم سريعا مع أجواء التكوين والإنضباط للبرامج الصارمة التي تصنع نجوم الغد داخل أكاديمية لاماسيا، وتدرج عبر الفئات والمجموعات السنية بسرعة كبيرة نظرا لأنه كان يبدي نضجا كرويا ومستوى أكثر من سنه وفئته، فيتم تصعيده إلى الفئة الموالية، ساعدته تجربة قصيرة لموسم واحد قضاه في نادي مانريسا الكطلاني وعاد للبارصا، حتى وصل للفريق الإحتياطي للنادي وهو في سن 16 فقط، هناك ستتجه إليه أضواء الجمهور ووسائل الإعلام في إسبانيا فوضعوه ضمن قائمة اللاعبين الذين سيقولون كلمتهم في الفريق الأول المحتاج لإعادة البناء بعد رحيل الجيل الذهبي ونهاية حقبة الألقاب والكؤوس.

صغير في الفريق الأول للبارصا
عندما التحق تشافي هيرنانديز ببرشلونة لتدريب فريقه الأم قادما من العاصمة القطرية الدوحة، صادف قبل يوم واحد من تقديمه الرسمي لجمهور النادي، أن ذهب لمشاهدة مباراة للفريق الثاني للبارصا في الملعب المجاور للكامب نو، وكان أن أول ما لفت انتباهه هو وجود جناح في الجهة اليمنى إسمه إلياس أخوماش، بيسراه الساحرة ومراوغاته السريعة وقوة اختراقه لدفاع الخصم، في تلك اللحظة وبدون أن يتردد لحظة واحدة طلب من المدير الرياضي للبارصا آنذاك جوردي كريف أن يُلحق الولد الموهوب ذو 17 سنة بفريق الكبار للبارصا ليلعب تحت إمرته ضمن مشروع إعادة هيكلة النادي.

كانت انطلاقة إلياس أخوماش مع الفريق الأول للبارصا خلال موسم 2020-2021 عندما أشركه تشافي هيرنانديز أساسيا أمام نادي إسبانيول برسم دوري لاليغا، واستمر بعد ذلك في الجلوس فوق دكة البدلاء والمشاركة في الجولة الثانية للعديد من المباريات، حتى وصل إلى نهاية عقده مع الفريق الكطالوني في يونيو 2023، ففضل خوض تجربة جديدة تفيده في مشواره الكروي، واختار الذهاب إلى إقليم فالينسيا ومجاورة نادي فياريال لكي يصنع لنفسه مكانا أساسيا في سن 19 سنة.

تألق مع “الغواصات الصفراء”.
عند قدومه لنادي فياريال في بداية الموسم الكروي الحالي، وجد إلياس أخوماش مدربا إسمه كيكي سيتيين، لعب تحت إمرته لأربعة أشهر تراوحت ما بين لعبه أساسيا في بعض المباريات، والجلوس على مقاعد البدلاء في أغلب الفترات، لكن حدث أن أقيل كيكي سيتيين بسبب سوء نتائج الفريق، واستعانت إدارة النادي بالإسباني الآخر ݣارسيا مارسيلينو، الذي بمجرد ما أشرف على الفريق حتى بدت له مكانة لاعب شاب وموهوب مثل إلياس أخوماش في خط هجوم مسألة ثابتة لا تناقش، الثقة التي استغلها الولد التطواني جيدا وأبصم على مباريات كبيرة، وساهم مع فريقه بالفوز بالعديد من النقاط والمباريات، وأصبح قطعة أساسية في تشكيلة فياريال.

المغرب اختيار القلب
رغم أن إلياس أخوماش لعب مع المنتخبات السنية الإسبانية في الفترة ما بين 2020 و2023، إلا أنه ومنذ صغره كان يعتبر اللعب لبلد آبائه وأجداده المغرب، حلما كان ينتظره بفارغ الصبر واجتهد كثيرا ليحققه. تم ذلك عندما عملت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على طلب تغيير جنسيته الرياضية لدى الفيفا، والتحق بعدها بالمنتخب المغربي لأقل من 23 سنة مع المدرب عصام الشرعي ولقي استقبالا حارا في المغرب من طرف زملائه والجمهور.

أخوماش قال عن اختياره للمغرب في مقابلة مع صحيفة “ريفيلو” الإسبانية: “في النهاية أنا مغربي، ثقافتي، جذوري، كل شيء من المغرب. كان علي أن أتخذ القرار وبالنسبة لهكذا قرارات يجب أن تكون نابعة من القلب“.

وأضاف: “هذا لا يعني أني لست ممتنا لما فعله منتخب إسبانيا من أجلي، ولجميع المدربين الذين قادوني في تلك التجربة، لكن القرارات يجب أن يتم الحسم في شأنها وهذا قراري الخاص الذي أردت اتخاذه بمفردي“.

وزاد إلياس أخوماش: “في ذلك الوقت كنت أفكر فقط في التواجد مع المنتخب الإسباني، ولم أكن أفكر فيما سيحدثَ في غضون شهرٍ أو اثنين، لكن الوقت كان يمر وكان عليّ الحسم. اللعب لمنتخب على حساب الآخر مرتبط بالشعور، لأنه شيء سيظل معك طيلة مستقبلك، وأنا أردتُ اللعب للمغرب“.