إدانة تصريحات منسوبة لنائب رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط
أدانت المبادرة المغربية للدعم والنصرة تصريحات منسوبة لنائب رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط حسن كعيبة، “وصف من خلالها المغاربة مرة أخرى بـ’الحيوانات’ على اعتبار أن الشعب المغربي مع المقاومة الفلسطينية وملحمة 7 أكتوبر”، وذلك في الوقت الذي طالب فيه المرصد المغربي لمناهضة التطبيع السلطات بالتدخل.
وأظهر بيان، نٌشر على حساب بموقع فايسبوك، منسوب للدبلوماسي الإسرائيلي حسن كعيبة، الثلاثاء 21 يناير 2025، وصْف المغاربة بـ”الحيوانات”، وبصريح العبارة هذه المرة، بعدما كان قد اقتصر كعيبة في أكتوبر 2023 على القول إن من يتعاطف مع حماس “ليسوا بشراً”.
وقال البيان، الذي جاء على شكل رد من المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية حسن كعيبة، على الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع عزيز هناوي، إن كل من يساند حركة حماس هو “حيوان”، معتبراً تصريحات هناوي “محاولات خبيثة وفاشلة تخدم أجندات تسعى إلى ضرب العلاقات المغربية-الإسرائيلية المتينة، التي بُنيت على أسس التعاون والاحترام المتبادل”. كما وصفه بكلمات قدحية داعياً إلى عدم الالتفات “لادعاءاته الزائفة تهدف لبث الفتنة”.
وفي هذا الصدد، أعربت المبادرة المغربية للدعم والنصرة، في بلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، عن تضامنها مع عزيز هناوي، مستنكرة “استفزازات حسن كعيبة، وتطاوله على مكونات المجتمع المغربي ووصفها بالتطرف والإرهاب في محاولة للتحريض، وإطلاق الاتهامات المجانية بغية استهداف استقرار وأمن المجتمع المغربي”.
وعدّت المبادرة البيان المنسوب إلى كعيبة “تدخلاً في الشؤون الداخلية للبلاد، وتطاولاً على السيادة المغربية ومؤسساتها”، مشددة على أن ما سمّته “بيان الفتنة والتضليل” يسيء للمغرب شعبياً و رسمياً “لأن الموقف الثابت للمغاربة هو الدعم المتواصل للشعب الفلسطيني، والمساندة الدائمة لمقاومته الباسلة، والرفض لكل أشكال التطبيع”، فضلاً عن المطالبة بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، والإعلان الرسمي عن إلغاء كل اتفاقيات التطبيع مع تل أبيب.
وقبل البيان الذي جرى نشره على حساب مغلق وغير موثق بالعلامة الزرقاء على منصة “فايسبوك”، يُنسب إلى الدبلوماسي الإسرائيلي حسن كعبية، كان هذا الأخير قد صرح في أعقاب أول مسيرة وطنية نُظمت دعماً لمعركة “طوفان الأقصى” بالرباط، والتي شارك فيها آلاف المغاربة في أكتوبر 2023، بأن المتعاطفين مع حماس “ليسوا بشراً”.
وجاء ذلك في تصريح لصحيفة “هسبريس”، يوم الإثنين 16 أكتوبر 2023، حين قال: “كل من يتعاطف مع حركة حماس (..) ليس بشراً ولا يمت للإنسانية بصلة وعليه أن يراجع موقفه”.
يذكر أن الشارع المغربي لم يهدأ منذ السابع من أكتوبر 2023 وبداية العدوان الإسرائيلي على غزة، ما جعل المغرب يحتضن ثاني أكبر عدد من المظاهرات عربياً بعد اليمن، حسب مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها (ACLED).
وخرج مئات آلاف المغاربة في آلاف المظاهرات الحاشدة بينها مئات المسيرات الشعبية كان آخرها مسيرة السبت 18 يناير 2025 في الدار البيضاء، والتي كانت احتفالاً بوقف إطلاق النار في غزة وانتصار المقاومة الفلسطينية.
وفي هذا الصدد، قال فوزي برهوم، المتحدث السابق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن الشعب المغربي “شريك مع غزة في النصر كما كان شريكاً معها في المعركة”، مشيراً إلى أن المقاومة والفلسطينيين يتابعون مظاهراته اليومية على مدار 472 يوماً.
وأضاف برهوم، في كلمة وجهها للمغاربة أثناء فعالية شعبية في طنجة، الأحد 19 يناير 2025، دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، قائلاً: “رأينا كيف أن صوتكم لم يخفت على مدار 16 شهراً رغم كل الضغوط والتحديات”.
وفي آخر حصيلة، أعلنتها في أكتوبر 2024، سجلت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة تنظيم 5800 مظاهرة و730 مسيرة شعبية، في أكثر من 60 مدينة مغربية.
وقالت الهيئة، يوم الخميس 10 أكتوبر 2024، إن الشعب المغربي “يسطر ملحمة تضامنية” بانخراطه في حراك تضامني شعبي غير مسبوق دعماً لمعركة “طوفان الأقصى” التي أعلنتها حركة حماس، والذي شمل جميع مدن وقرى المغرب من خلال وقفات ومسيرات وأشكال تضامنية وتوعوية منتظمة منذ انطلاق المعركة في السابع من أكتوبر 2023.