story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

“أمنستي”: إسرائيل ارتكبت ولا تزال ترتكب جريمة الإبادة الجماعية ضدّ الفلسطينيين

ص ص

اتّهمت منظمة العفو الدولية (أمنستي) في تقرير لها اليوم الخميس 05 دجنبر 2024 إسرائيل بارتكاب جريمة “إبادة جماعية” ضدّ الفلسطينيين في قطاع غزّة، معربة عن أملها بأن يكون هذا التقرير “بمثابة صيحة تنبيه للمجتمع الدولي”.

وقالت المنظمة الحقوقية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني إنّ “بحوثها وجدت أدلّة وافية تثبت أنّ إسرائيل قد ارتكبت، ولا تزال ترتكب، جريمة الإبادة الجماعية ضدّ الفلسطينيين في قطاع غزّة المحتلّ”.

ونقل البيان عن أنييس كالامار، الأمينة العامة لأمنستي، قولها إنّ “تقرير منظمة العفو الدولية يظهر بوضوح أنّ إسرائيل ارتكبت أفعالا تحظرها اتفاقية منع الإبادة الجماعية، بقصد خاص ومحدّد وهو تدمير الفلسطينيين في قطاع غزّة”.

وقالت المنظمة الدولية في تقريرها الذي جاء تحت عنوان “بتحسّ إنّك مش بني آدم: الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزّة”، إنّ الأدلة التي جمعتها توثّق “فتح إسرائيل أبواب الجحيم والدمار على الفلسطينيين في قطاع غزّة، بصورة سافرة ومستمرة، مع الإفلات التام من العقاب، أثناء هجومها العسكري على القطاع”، عقب إطلاق معركة طوفان الأقصى من طرف المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023.

وأوضحت المنظمة أن التقرير يفصّل “انتهاكات إسرائيل في قطاع غزّة على مدى التّسعة أشهر التي انقضت بين 7 أكتوبر 2023 وأوائل يوليوز 2024 بالاستناد إلى مقابلات مع 212 شخصا، من بينهم ضحايا وشهود فلسطينيون وأفراد من السلطات المحلية في قطاع غزّة وعاملون في مجال الرعاية الصحية”، مشيرة إلى أنها “أجرت أبحاثا ميدانية وعكفت على تحليل مجموعة واسعة من الأدلة المرئية والرقمية، بما فيها صور الأقمار الصناعية”.

وأكّدت أنها تستند إلى معايير حددتها اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية.

وشدّدت الأمينة العامة للمنظمة على أنّ “نتائجنا الدامغة يجب أن تكون بمثابة صيحة تنبيه للمجتمع الدولي: هذه إبادة جماعية، ولا بدّ أن تتوقف الآن”.

وأشارت الوكالة إلى “نمط أوسع من الهجمات المباشرة المتكررة على المدنيين والأعيان المدنية أو الهجمات العشوائية المتعمدة” ليضاف ذلك إلى “تدمير مرافق البنية التحتية الداعمة للحياة (…) والاستخدام المتكرر لأوامر +الإخلاء+ الجماعي الواسعة النطاق (…) بهدف التهجير القسري لجميع سكان قطاع غزّة وحرمانهم من الخدمات الأساسية، والمساعدات الإنسانية (…) وعرقلة إيصالها إلى القطاع وبداخله”.

ورفضت إسرائيل مرارا الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب “إبادة جماعية”، واتهمت حماس باستخدام المدنيين “دروعا بشرية”.

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر في أكتوبر 2023، استشهد ما لا يقل عن 44,532 شخصا في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تقول الأمم المتحدة إنّ بياناتها جديرة بالثقة.

وأعلنت دولة الاحتلال الإسرائيلي في أكتوبر 2023 “حصارا كاملا” على القطاع الذي يبلغ عدد سكانه حوالى 2,4 مليون نسمة، مؤكدة “لا كهرباء، لا ماء، لا غاز”، وتفرض الآن قيودا صارمة على توصيل المساعدات.

وأكّدت منظمة العفو الدولية أن الفلسطينيين يواجهون “سوء التغذية والجوع، والمرض” مضيفة أن إسرائيل “ساقت الفلسطينيين إلى موت بطيء ومتعمد”.

“محو” غزة

ومنذ بداية حربها على القطاع المحاصر، تكرر إسرائيل حجتها “بالحقّ في الدفاع عن نفسها” وتعهّدت بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية -حماس-.

لكن كالامار قالت في التقرير إن “إسرائيل ظلّت تزعم مرارا أنّ أفعالها مشروعة، ويمكن تبريرها بهدفها العسكري المتمثل في القضاء على حماس. لكنّ قصد الإبادة الجماعية يمكن أن يكون قائما إلى جانب الأهداف العسكرية، ولا يتعيّن بالضّرورة أن يكون هو القصد الأوحد لدى إسرائيل”.

وبحسب التقرير، فإنّ 15 غارة جوية إسرائيلية نُفّذت بين 7 أكتوبر 2023 و20 أبريل 2024 أسفرت عن استشهد 334 مدنيا، من بينهم 141 طفلا، والمنظمة “لم تجد بشأن هذه الغارات أيّ دليل على أنّها كانت موجهة نحو أهداف عسكرية”.

وذكر التقرير تصريحات صادرة عن كبار المسؤولين عن إدارة الهجوم العسكري الإسرائيلي، تدعو “إلى ارتكاب أفعال الإبادة الجماعية أو تبررها مع ترديد مثل هذه اللغة بكثرة، بما في ذلك على ألسنة الجنود الإسرائيليين في الميدان، كما يشهد على ذلك المحتوى السمعي المرئي الذي تحققت منه منظمة العفو الدولية، حيث يظهر الجنود وهم يطالبون بـ+محو+ غزّة”.

وقالت كالامار “إذا أخذنا بعين الاعتبار السياق القائم من قبل الذي ارتُكبت فيه هذه الأفعال، من التجريد من الممتلكات، والأبارتهايد، والاحتلال العسكري غير المشروع، نجد أنفسنا أمام استنتاج واحد منطقي لا مفر منه، وهو أن قصد إسرائيل هو التدمير المادي للفلسطينيين في قطاع غزّة”.

وحذّرت من أنّ “الدول التي تواصل توريد الأسلحة لإسرائيل في هذا الوقت تخلّ بالتزامها بمنع الإبادة الجماعية”، محذّرة إياها من أنها عرضة بالتالي لأن “تصبح متواطئة في الإبادة الجماعية”.