story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

آمنة ماء العينين تكتب: لابد من دورة جديدة تعبئ الشباب والنخب الجديدة!

ص ص

 ‎خصت المحامية والفاعلة السياسية آمنة ماء العينيين العدد الخاص من مجلة “لسان المغرب“، الصادر بمناسبة الذكرى 25 لوصول الملك محمد السادس إلى الحكم، بمساهمة هذا نصها الكامل:

 إن 25 سنة من حكم الملك محمد السادس لا يمكن قراءتها قراءةواحدة لأنها ليست فترة منسجمة تسير في اتجاه واحد وبإيقاعواحد.
يمكن الحديث عن الكثير من الإيجابيات والمزايا والمكاسب التيحملها ما سمي في بداية حكم محمد السادس بالعهد الجديد،الذي حمل إشارات قوية في الرغبة في تحديث الدولة ونظام الحكمومقاربة تدبير الدولة وتكريس الانفتاح السياسي والحقوقي فضلاعن إطلاق ورش الدولة الاجتماعية ومنه وصف “ملك الفقراء”.
لا يمكن القفز على لحظة الربيع العربي والاختيار الذي انحازاليه الملك محمد السادس عكس اتجاه أنظمة المحيط من خلالالتفاعل مع صوت الشارع ونهج مقاربة الإنصات وامتصاصالغضب بإطلاق مبادرة تعديل الدستور وإعلان انتخابات مبكرةوالدفع نحو نزاهتها في العموم.
بعد ذلك انخرط المغرب في ورش ما سمي بتنزيل الدستور أوتطبيقه، خاصة منه ما يتعلق بورش الجهوية حيث بذل مجهود كبيرإضافة إلى الأوراش التشريعية والتنموية.
كما يمكن أن يسجل لربع قرن من حكم محمد السادس الدفاعالمستميت عن الخصوصية المغربية وسيادة المغرب على قرارهالسياسي من خلال التعامل مع مخرجات الربيع العربي ومشاركة”الإسلاميين” في الحكم.
كما سجلت تحولات هامة في ملف الوحدة الترابية وانفتاحالسياسة الخارجية بمحاولة كسر طوق الارتهان بأوربا كاختياروحيد وأوحد اقتصاديا وسياسيا.
في نفس الوقت سجل في ربع قرن من حكم محمد السادسلحظات جمود وتراجع ديمقراطي أبرزها ما أعقب تفجيرات 16 ماي، والتراجعات الحقوقية التي تم الاعتراف بها لاحقا، فضلاعن تأسيس البام ومحاولة فرضه على المشهد السياسي والحزبي،كما سجلت العديد من التجاوزات الحقوقية والأحكام القضائيةالقاسية في حق نشطاء حراك الريف والصحفيين المستقلين،وعودة هيمنة السلطة على تدبير الشأن العام والمحلي بحلولجائحة كورونا، إضافة إلى عودة ملامح التحكم في الانتخاباتوتوجيهها.
عموما يمكن تسجيل التوجه لتكريس ملامح الملكية التنفيذية فيوقت كان ينتظر فيه التوجه لانفتاح أكبر على ملامح الملكيةالبرلمانية كاختيار للمستقبل، غير أن ذلك قد يكون مبررا بطبيعةالنخبة التي أفرزتها محطات التراجع الديمقراطي، وهي نخب فيمعظمها عاجزة عن رفع رهانات الديمقراطية ودولة القانونوالدستور بالنظر إلى كونها في عمومها نتيجة للتدوير وإعادةالانتشار.
ان اختناق قنوات إفراز نخبة جديدة وكفأة قادرة على ارسالرسائل التجديد والتوجه نحو مستقبل مختلف تعتبر من أبرزسلبيات ربع قرن الأخير.
وباختتام ربع قرن من حكم محمد السادس، ورغم المجهود الكبيروالواضح الذي بذل في البنيات التحتية وتحديث المدن، إلا أنتفاقم التفاوتات الاجتماعية ينبئ بالحاجة لإرساء أسس جديدةلتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية وهي الحاجة التي عراهازلزال الحوز.
كما أن الحاجة لإطلاق جيل جديد من الإصلاحات وعلى رأسهاالإصلاح السياسي والانفتاح الحقوقي، باتت ضرورية لإطلاقدورة جديدة تعبئ الشباب والنخب الجديدة التي تحتاج إلى فتحآفاق وإعلان مبادرات تكسر الجمود وتدفع نحو الانخراط في المستقبل.

يمكنكم قراءة العدد الكامل من مجلة “لسان المغرب” عبر الرابط التالي.