story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

هل تهدد حكومة يمينية بإسبانيا مصالح المغرب؟

ص ص

رشح ملك إسبانيا فيليبي السادس، مساء الثلاثاء، زعيم اليمين ألبرتو نونييز فيخو لرئاسة الحكومة، وفق ما أعلنت رئيسة مجلس النواب، على الرغم من عدم حصده الغالبية المطلوبة لتولي المنصب، وهو ترشيح يضع المغرب أمام اختبار جديد في حالة تمكن فيخو من خلافة بيدرو سانشيز في الجارة الشمالية خلال السنوات المقبلة.

وقالت الرئيسة الجديدة لمجلس النواب فرانسينا أرمينيغول في مؤتمر صحافي، إن الملك أبلغ “قراره اقتراح ألبرتو نونييس فيخو مرشحا لرئاسة الحكومة”، بعدما كان خيار الملك غير محسوم لأن لا فيخو، زعيم الحزب الشعبي المحافظ، ولا رئيس الوزراء الاشتراكي المنتهية ولايته بيدرو سانشيز، تمكن من حصد الغالبية المطلوبة في الانتخابات المبكرة التي أجريت في 23 يوليوز.

مخاض عسير

الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها في إسبانيا وضعت أوزارها قبل شهر تحديدا، بالإعلان عن تقدم زعيم الحزب الشعبي المحافظ المعارض، ألبرتو نونيير فيخو، لكن دون أغلبية واضحة، وحتى مع دعم اليمين المتطرف، فشل حزبه في تحقيق الأغلبية في البرلمان.

ضبابية النتائج الانتخابية جعلت خيار الملك الاسباني غير محسوم لأنه لا فيخو، زعيم الحزب الشعبي المحافظ، ولا رئيس الوزراء الاشتراكي المنتهية ولايته بيدرو سانشيز، تمكن من حصد الغالبية المطلوبة في الانتخابات المبكرة، ليستقر قرار الملك على فيخو.

وبرر الديوان الملكي، في بيان له، اختيار اليميني فيخو للترشح للرئاسة بأن “الحزب الشعبي هو التشكيل السياسي الذي حصر أكبر عدد من المقاعد” في البرلمان، مذكرا بأن هذه “الممارسة” باتت “عرفا” بحسب الدستور الحالي.

ورحب فيخو بقرار الملك الإسباني، وجاء في منشور له على منصة “إكس” (تويتر سابقا) “أشكر جلالة الملك على قراره، سنمنح فرصة لأكثر من 11 مليون مواطن يريدون التغيير”، فيما أشارت رئيسة مجلس النواب إلى أنها ستتواصل مع فيخو في الساعات المقبلة بغية تحديد موعد لجلسة تصويت على توليه رئاسة الحكومة.

إسبانيا أولا 

قضايا دقيقة وملفات هامة تنتظر المرشح لرئاسة الحكومة الاسبانية اليميني ألبرتو نونييز فيخو، إذ من المنتظر أن يواجه في حال بلوغه السلطة تحديات عديدة أبرزها الدفاع عن مصالح إسبانيا داخل الاتحاد الأوروبي والعلاقات الدقيقة مع المغرب.

من جانب آخر، سيتوجب على زعيم “الحزب الشعبي” الذي رجحت استطلاعات الرأي منذ البداية فوزه بالانتخابات تثبيت نفسه على الساحة الدولية، خصوصا أنه لا يتقن الإنكليزية وليس لديه خبرة كافية في السياسة الدولية وفق خبراء.

توحي حملة فيخو الانتخابية، وفق المحللين الإسبان، بأنه “يريد بث رسالة مفادها أنه لن يجري تغييرات في السياسة الخارجية، سواء على صعيد العلاقات مع الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي أو الدفاع عن مصالح إسبانيا”.

يؤكد برنامج “الحزب الشعبي” أن حكومة فيخو ستحافظ على “الدعم العسكري والاقتصادي والإنساني” لأوكرانيا “طالما كان ذلك ضروريا”، بالإضافة إلى “تأييد العقوبات ضد روسيا”، والعزم على زيادة الميزانية العسكرية للبلاد إلى 2% من إجمالي الناتج المحلي.

اتفاق جديد حول الصحراء

طبعت المواقف تجاه المغرب خطابات المتسابقين الأبرز في الانتخابات الاسبانية الأخيرة، وما إن أعلن عن انتهاء العملية حتى خرج كل من ألبيرتو نونييز فييخو، زعيم الحزب الشعبي المحافظ، وبيدرو سانشيز، زعيم الحزب العمالي الاشتراكي، بخلاصات واضحة تجاه المغرب.

“الاستفتاء مبدأ تجاوزه الزمن” هذه كلمة سانشيز الأخيرة، أما فييخو فشدد على رغبته في “بحث اتفاق جديد مع المغرب بخصوص قضية الصحراء المغربية”، معتبرا أن “هذا القرار يهم سانشيز وحده، وليس الدولة الإسبانية”، في إشارة للاعتراف الاسباني بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية.

اتفاق مارس 2022 الذي وضع حدا لأزمة دبلوماسية بين البلدين امتدت عاما، كانن محط نقاش موسع في الأوساط السياسية الاسبانية، ومنها الحزب الشعبي الذي بات رئيسه مرشحا لرئاسة الحكومة، والذي كان قد انتقد الخطوة وتعهد في برنامجه الانتخابي بـ “الدفع نحو علاقة متوازنة مع دول المغرب العربي”، ما جر عليه اتهامات من وزير الخارجية المنتهية ولايته خوسيه مانويل ألباريس بالرغبة في “عودة مقلقة إلى مواقف معادية للمغرب”.

فييخو مقيد في السياسة الخارجية

على الرغم من الحديث الدائم عن “الدفع نحو علاقة متوازنة مع المغرب” والذي جعل منه المرشح الحالي لمنصب رئيس الحكومة الاسباني، اليميني ألبرتو نونييز فيخو، جزء ثابت في بنية خطابه، إلا أن هذا الشعار، قد لا يطبع بالضرورة السياسة التي سينتهجها خلال توليه لمهامه في حال التصويت عليه داخل البرلمان، وذلك حسب التفسير الذي قدمه كبير المحللين في معهد “ريال إلكانو” للشؤون الدولية والدراسات الاستراتيجية إيغناثيو مولينا.

وسيكون “من الصعب جدا” بالنسبة لفيخو “تغيير” سياسة مدريد الحالية، لأن “المغرب لديه وسائل ضغط تفسر جزئيا تغير موقف سانشيز”، بحسب مولينا الذي أشار إلى تراجع الهجرة غير النظامية إلى إسبانيا منذ قرار مدريد تأييد موقف الرباط العام الماضي، ويعتبر مولينا أن حكومة فيخو “ستهذب ما قاله سانشيز”، لكنه لا يعتقد “أنه سيحدث تغييرا علنيا للموقف، لأن المغرب سينظر إلى ذلك على أنه استفزاز”.

في المقابل، فإن التحدي الأكبر بالنسبة لفيخو، والذي أمضى الجزء الأكبر من مسيرته السياسية في منطقة نائية شمال غرب البلاد، سيكون على المستوى الشخصي، إذ لم يسبق أن اهتم بالسياسة الدولية بشكل خاص ولا يجيد الإنكليزية، وسيتوجب عليه أن يقرر ما إذا كان يريد إدارة السياسة الخارجية بنفسه كما فعل بيدرو سانشيز.