نواب برلمانيون ينتقدون أرقام السياحة الوطنية خلال العام الماضي

على الرغم من التفاؤل الذي طبع خطاب الحكومة حول منجزات السياحة الوطنية خلال العام الماضي، وذلك بعد تسجيل رقم وافدين بلغ 17.4 مليون سائح، انتقد عدد من النواب البرلمانيين هذا الرقم، معتبرين أنه “لا يعكس واقع السياحة المغربية، خصوصًا أن مغاربة العالم يشكلون نسبة تتجاوز 47% منه”.
في هذا السياق، أوضح النائب البرلماني عن الفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية، حميد الدراق، أن الحكومة في تحليلها لأرقام السياحة خلال العام الماضي، تقفز على مكون أساسي متعلق بحضور مغاربة العالم سواء في الشق المرتبط بعدد الوافدين أو في عائدات السياحة، خصوصًا أن العدد الصافي للسياح الوافدين على المغرب دون احتساب المغاربة يبقى دون الطموح الذي حددته الاستراتيجيات المختلفة للسياحة.
وأضاف الدراق، خلال حديثه في جلسة الأسئلة الشفوية الخاصة برئيس الحكومة، عزيز أخنوش، حول التوجهات السياحية الوطنية، الاثنين 27 يناير 2025، أن الوضعية الحقيقية للسياحة المغربية التي عرفت تراجعًا في التصنيفات العالمية تهدد مكانة المملكة كوجهة سياحية رائدة على مستوى إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط.
في هذا السياق، أبرز المتحدث أن هذه المخاوف تزداد في ظل التراجع الأخير للمغرب في تصنيف مؤشر التنمية السياحية والسفر لعام 2024، حيث احتل المرتبة 82 من بين 119 دولة، مسجلًا انخفاضًا بواقع 12 مركزًا مقارنة بعام 2019. واعتبر نتيجة لذلك أن شعار الانضمام إلى كوكبة الوجهات السياحية الـ15 الأكثر جاذبية عالميًا ما زال بعيد المنال.
وأردف الدراق مخاطبًا رئيس الحكومة أن الاستراتيجيات الوطنية للتنمية السياحية السالفة لم تحقق أهدافها، سواء تعلق الأمر بمضاعفة حجم القطاع السياحي من خلال توفير 200 ألف سرير فندقي جديد، أو ما تعلق بمضاعفة حصة المغرب من الأسواق الأوروبية التقليدية، أو جذب مليون سائح من الأسواق الناشئة، أو رفع عدد الأسفار الداخلية إلى ثلاثة أضعاف.
وتساءل البرلماني عن كيفية تحقيق الأرقام الطموحة والحكومة لم تعمم البنيات التحتية الكبرى على كل مناطق المغرب مثل الطرق السيارة والقطارات، مستدلًا بالازدحام الخانق الذي يعرفه إقليم تطوان الذي لم يصله إلى اليوم الطريق السيار أو القطار.
من جانبه، أشار النائب البرلماني عن الفريق الحركي، رشيد الطيبي علوي، إلى “أن واقع القطاع السياحي عكس ما تصوره الأرقام الرسمية لوزارة السياحة”، مبرزًا أن هذا الواقع تعكسه وضعية عشرات المركبات والفنادق السياحية “التي أغلقت أبوابها وأعلنت إفلاسها”.
وتابع أن رقم 17 مليون سائح في بلادنا خلال سنة 2024 رقم مهم وسيكون أهم لو كان هؤلاء من السياح الدوليين، حيث إن نسبة مهمة تقدر بـ49% من هذا العدد هم مغاربة العالم، أي 8.6 مليون ضمن مجمل الوافدين على بلادنا، مسجلًا أن هذه النسبة المهمة لا تتجاوز 20 ألف ليلة مبيت، عكس السياح الدوليين الذين حققوا ما يقرب من 17 مليون ليلة مبيت.
واستكمالًا للغة الأرقام والمؤشرات، في ظل خطاب التفاؤل، سجل الفريق الحركي “أن الطموحات لا تلائم النتائج المحققة بالقياس إلى الأسواق المنافسة”، حيث إن إسبانيا سجلت 84 مليون سائح في 2024، إيطاليا سجلت 94 مليون سائح، كما أن تركيا سجلت 40 مليون سائح سنة 2024، والبرتغال سجلت 30 مليون سائح.
وتابع أن عدم توازن هذه المنافسة يؤدي إلى ما يسمى بالخسارة في الأرباح لصالح الدول المنافسة، “والدليل أن العملة الصعبة المستقطبة نحو بلادنا ارتفعت بـ7% فقط، بينما ارتفعت نسبة العملة الصعبة المصدرة من طرف السياحة المغربية بالخارج بنسبة 20%، وذلك بشهادة مكتب الصرف”.