story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

شبح العطش يهدد المغاربة

ص ص

“أضطر لقطع مسافات طويلة من أجل قنينة ماء واحدة وخلال فصل الصيف تصبح هذه العملية أعقد بكثير”، تقول رقية، ذات الستين عاما لصو المغرب. رقية واحدة من نساء عديدات يخضن رحلة شاقة يوميا للحصول على الماء بدوار سيدي علي ابورك بتنغير.

“أحيانا أنفق بين 3 و6 ساعات يومياً في التنقل للبحث عن آبار صالحة للشرب في الدواوير المجاورة، علماً أن منطقتنا تعاني منذ سنوات من مشاكل في انقطاع الماء الصالح، حتى المنازل التي تحظى بالماء صارت تحرم منه هذا الصيف بسبب الانقطاعات المتواصلة.”، تواصل رقية.

وأصبحت منطقة الجنوب الشرقي إلى جانب العديد من المدن المغربية الأخرى تعاني بشكل يومي من مشكل شح المياه. فالمغرب يعد من البلدان التي تعرف تراجعاً كبيرا في الموارد المائية، حيث حل في الرتبة 27 عالميا في ترتيب البلدان التي تعيش إجهادا مائيا. وهو الأمر الذي دفع ساكنة عدة مدن مغربية إلى الخروج في احتجاجات متكررة منذ بداية فصل الصيف الجاري تنديدا بسياسات تدبير المياه.

احتجاجات بمدن مختلفة

خرجت ساكنة عدة مدن مغربية للاحتجاج بشأن مشكل المياه. حيث تظاهرت ساكنة مدينة تزنيت، منتصف شهر غشت الجاري، منددة بالانقطاعات المتكررة والمفاجئة للمياه.

وخلال نفس الفترة الزمنية نظمت فعاليات من المجتمع المدني بمدينة خربيكة وقفة احتجاجية عبرت فيها عن “استيائها وتنديدها بالانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب دون سابق إنذار”، وأصدرت إثر ذلك بلاغا انتقدت فيه ما أسمته “بالاستهتار في تدبير قطاع الماء باعتباره مادة حيوية”.

وبتاونات أيضا خرج محتجون يشتكون شح المياه بالرغم من أن“مناطق تاونات لا تعاني من ندرة المياه، نظرا لكون السدود الكبرى محاذية للمنطقة، لكنها تعاني من التوزيع غير العادل للثروات المائية، بحيث تذهب الحصة العُظمى إلى المدن الكبرى المجاورة، بينما تبقى المنطقة عاجزة عن توفير الحدّ المقبُول من المياه” حسب تصاريح إعلامية للفعاليات الحقوقية بالمنطقة.

وبزاكورة يطالب السكان بحل لمشكل العطش الشديد الذي يهددهم. حيث صرحت فعاليات حقوقية “أن المواطنين يبحثون عن حصتهم من الماء”.

وقالت إن “المنطقة تعرف جفافاً منذ عام 2014 بسبب تراجع كميات الأمطار، والارتفاع الملحوظ في درجة الحرارة، وأيضاً نسبة التبخر. لكن تقف أسباب أخرى وراء استنزاف الفرشاة المائية، منها غياب مؤسسة لتأمين الماء في زاكورة، فلا توجد إدارة تابعة لوكالة الحوض المائي لدرعة واد نون التي تبعد عن زاكورة أكثر من ألف كيلومتر، ما فتح الباب أمام فوضى حفر الآبار، وخلق تسيباً وآثاراً سلبية طاولت زراعة البطيخ الأحمر وتلك التي تتطلب كميات من المياه”.

وشهدت العديد من المدن والمناطق القروية مثل أكادير و وإفران وبني ملال خلال الصيف الجاري، احتجاجات للسكان عبروا فيها عن مخاوفهم من أزمة العطش الي باتت تهدد معيشهم اليومي. ويشكل “التدبير العقلاني” لملف المياه المطلب الذي يوحد كل هؤلاء.