story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
حوادث |

زلزال الحوز..أوقات عصيبة وصور مؤلمة من بين الركام

ص ص

قضى سكان مناطق الحوز (وسط المغرب)، يوم أمس ليلتهم الثانية في العراء، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة وبلغت قوته 7 درجات على سلم ريتشر مخلفا أزيد من ألفي قتيل وعدد مماثل من الجرحى.

زلزال عنيف وتعبئة متأخرة
كانت الساعة تشير حوالي 23.11.01، من ليلة الجمعة 08 شتنبر 2023 حينما ضربت أولى الهزات الأرضية مداشر منطقة الحوز قرب مراكش، وما هي إلا ثوان معدودة حتى استوت البيوت الطينية بما فيها ومن فيها على الأرض، انقطع معها التيار الكهربائي وصارت المداشر أو ما تبقى منها معزولة عن العالم.

وسط ظلام دامس تعالت فيه الأصوات وبحت فيه الحناجر، واختلطت فيه دموع الناجين بغبار الأرض المتطاير من شدة الاهتزاز وعنف اللحظة، وصار كل من نجا بجلده يستغيث من حوله، طلبا للنجدة وإنقاذ عزيز صار في رمشة عين إما في عداد الموتى أو المفقودين.

أرواح بشرية عٌدت بالمئات فارقت الحياة على الفور، وأخرى أمضت الليل والنهار تأن تحت وطأة الانقاض، في غياب فرق النجدة والإنقاذ، التي تأخرت كثيرا في إسعاف المناطق المنكوبة وانتشال الضحايا وإسعاف المصابين، حسب ما نقتله فيديوهات مصورة وشهادات حية من عين المكان.

صمت حكومي
تأخر التفاعل الرسمي مع الزلزال الذي ضرب بجماعة إيغيل بقلب الحوز وشعر به ساكنة البيضاء وفاس، ولم يخرج أي مسؤول حكومي يوضح للمغاربة ما يقع ولا كيف يتصرفون في لحظات عمّ فيها الذعر والارتباك والحيرة.

وظل الصمت سيد الموقف إلى غاية يوم السبت 9 شتنبر حيث ترأس الملك محمد السادس جلسة عمل ﻟﺑﺣث اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻟزﻟزال تقرر خلالها إعلان الحداد الوطني لثلاثة أيام وتنكيس الأعلام وفتح حساب خاص لتلقي التبرعات لنجدة الضحايا وجهود إعادة الإعمار.

الملك أمر أيضا بتعزيز الوﺳﺎﺋل وﻓرق اﻟﺑﺣث واﻹﻧﻘﺎذ ﻣن أﺟل ﺗﺳرﯾﻊ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻧﻘﺎذ وإﺟﻼء اﻟﺟرﺣﻰ،تشكيل احتياطات ومخزون للحاجيات الأولية (أدوية، خيام، أسرة، مواد غذائية ..) على مستوى كل جهة من المملكة من أجل مواجهة كل أشكال الكوارث.

عدّاد الموت يأبى التوقف
ولازال عداد شهداء زلزال الحوز، الذي يعد الأعنف من نوعه بالمنطقة منذ ما يزيد عن 120 سنة، يحصى عدد الأرواح حيث وصل مجموع الوفيات في آخر حصيلة رسمية ما مجموعه2012 شخصا، وعدد الجرحى 2059، 1404منهم حالتهم خطيرة.

وفي ظل التأخر الكبير لفرق الإنقاذ في الاستجابة لنداءات الاستغاثة الآتية من مختلف دواوير ومداشر منطقة الحوز، تبقى هذه الحصيلة مرشحة بشكل كبير للارتفاع، خصوصا وأن دواوير كثيرة لم تصلها بعد خطوط الامداد، ولازالت عائلات بأكملها عالقة تحت الأنقاض بكل من من دوار انبدي، دوار تزيرت، دوار تيركليت، جماعة تزي نتاست قيادة تافنكولت دائرة اولاد برحيل باقليم تارودانت، حسب ما نقلته مصادر إعلامية.

تضامن دولي واسع
بعد انتشار خبر الهزات الأرضية التي ضربت عمق المغرب سرعان ما بدأت ردود الأفعال الدولية من جميع أقطار العالم، تتقاطر على المملكة معلنة تضامنها ووقوفها إلى جانب الدولة المغربية والشعب المغربي، واستعدادها لتقديم يد العون والمساعدة، عبر إرسال المساعدات الغذائية والطبية وتجهيز فرق المساعدة والإنقاذ وكل ما تتطلبه هذه اللحظات العصيبة من تضامن إنساني وتعاطف دولي وكل ما من شأنه أن يخفف من حدة الألم ويرفع من منسوب الأمل في الحياة، لتجاوز قسوة اللحظة.

وفي هذا الإطار، عبرت العديد من دول العالم عن تعاطفها مع الضحايا وعبرت عن استعدادها لتقديم المساعدة، وفي مقدمتها الجزائر التي تقدمت بتعازيها لأسر الضحايا والشعب المغربي، وأعلنت عن إعادة فتح مجالها الجوي المغلق في وجه الطيران المغربي على خلفية قرار سلطاتها الأحادي منذ سنتين، بقطع العلاقات مع المغرب.

الجمهورية التونسية عبرت هي الأخرى عن وقوفها إلى جانب المملكة في هذه المحنة، معلنة عن “وضع كل ما لديها من امكانيات لمعاضدة جهود أشقائها، وتتقدم بأخلص عبارات التعازي لأهالي الضحايا”، ومؤكدة في الآن ذاته أن رئيس الجمهورية ” أذن بالتنسيق مع السلطات المغربية لتوجيه مساعدات عاجلة وإرسال فرق من الحماية المدنية لدعم جهود المملكة في البحث والإنقاذ. كما أذن بتيسير توجه وفد عن الهلال الأحمر التونسي للمساهمة في عمليات الإغاثة والإحاطة بالمصابين”، وفي نفس الاتجاه أعلنت كل من جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية والعراق تضامنهم مع المغرب.

كما أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن تعاطفها مع ضحايا الزلزال واستعدادها لتقديم أي مساعدة ضرورية، حيف قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان نشره الموقع الرسمي للبيت الأبيض: “أشعر بأسى بالغ على فقدان الأرواح والدمار الحاصل بسبب الزلزال في المغرب”، من جهته أعرب أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي في بيان له عن “حزنه البالغ لخسارة الأرواح والدمار بفعل الزلزال الذي ضرب المغرب” متوجها، بالنيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية، باحر التعازي لأسر الضحايا، مشددا على “وقوف الولايات المتحدة على أهبة الاستعداد لتوفير أي مساعدات ضرورية فيما يستجيب المغرب لهذه المأساة”، معربا عن تضامنه مع الشعب المغربي وعن دعمه الثابت للمغرب ولمغاربة في هذه الأوقات العصيبة.
من جانبه، وجه الرئيس الصيني تشي جبينغ رسالة تعزية إلى المغرب، حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية.
وفي الهند حيث تزامنت فاجعة زلزال الحوز مع اجتماع قادة دول مجموعة العشرين هناك، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي كان يتحدث في اجتماع القمة إن المجتمع الدولي سيهب لمساعدة المغرب.

وفي الجارة إسبانيا، عبر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيزعن تقديم “التضامن والدعم للشعب المغربي”. فيما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه شعر بـأنه “محطم” بسبب الأخبار وعرض تقديم المساعدة للمغرب.

إسرائيل هي الأخرى عبرت على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو، عن تقديم المساعدة للمغرب، حيث عبر بيان صادر عن مكتب نتانياهو أن الأخير أعطى “تعليمات لكل الهيئات والقوى الحكومية لتقديم كل المساعدة الضرورية للشعب المغربي”، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.

تعليق الأنشطة الفنية والرياضية

على خلفية الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز والمدن المجاورة، تم تعليق جميع الأنشطة الفنية والمهرجانات والمباريات الرياضية التي كان من المقرر تنظيمها وإجراؤها خلال هذه الفترة، تضامنا مع ضحايا الزلزال.

وفي هذا الإطار أعلنت جمعية مهرجان تيميتار، الذي انطلقت فعالياته ليلة الخميس 07 شتنبر الجاري بمدينة أكادير، إلغاء جميع السهرات الفنية التي كانت مبرمجة لمساء أمس السبت كما توقفت باقي السهرات التي كانت مبرمجة ليلة أول أمس الجمعة لحظة ضرب الزلزال.

وكانت الفنانة اللبنانية نجوى كرم فوق منصة إحدى السهرات، وهي تستعد لإحياء حفل كان مبرمجا ضمن فقرات مهرجان تيميتار، عندما ضرب الزلزال ليلة أمس، قبل أن تعلن اضطرارها لإلغاء الحفل حفاظا على سلامة الجميع وتضامنا مع أهالي الضحايا.
وعلى المستوى الرياضي أصدرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بعد الهزة الأرضية التي ضربت المغرب، بلاغا أعلنت فيه عن تأجيل المباراة التي كانت ستجمع بين المنتخب الوطني ونظيره الليبيري مساء يوم السبت 9 شتنبر 2023 على أرضية ملعب أدرار بمدينة أكادير، برسم الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم – كوت ديفوار 2024، إلى وقت لاحق، وذلك بتوافق مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.