ذكرى “طوفان الأقصى”.. أكاديمي فلسطيني: المعركة أعادت القضية إلى واجهة الاهتمام وعطلت مسيرة التطبيع
لم يقتصر تأثير معركة طوفان الأقصى التي أعلنتها فصائل المقاومة بقيادة كتائب القسام رداً على انتهاكات الاحتلال، في السابع من أكتوبر العام الماضي، على واقع المواجهة بين المقاومة والمحتل وبنية هذا الأخيرة فحسب، بل تجاوزت ذلك إلى الشعوب العربية والغربية التي تحركت طيلة سنة كاملة دعماً للمعركة وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.
في هذا الصدد، يرى عبد الله معروف أستاذ دراسات بيت المقدس بجامعة إسطنبول (29 مايو)، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أنه “لا شك أن معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية قبل عامٍ كان لها أبلغ الأثر في إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الأحداث، وإلى واجهة الاهتمام العالمي لا العربي والإسلامي فقط”.
ويوضح معروف أن السبب في ذلك يعود إلى أن هذه الأحداث انطلقت بحجم غير معهود في وقت كانت القضية الفلسطينية فيه تمر بـ”مرحلة تصفية”، حيث كانت دولة الاحتلال يضيف الأكاديمي والباحث الفلسطيني “تعتبر أن علاقاتها التي فتحتها مع عدد من الدول العربية، والعلاقات التي كانت تجهز لإعلانها مع دول أخرى قد أدت إلى نسيان القضية الفلسطينية والانتهاء منها تماماً، لتأتي هذه الأحداث وتعيد الأمور إلى المربع الأول”.
ويلفت المسؤول السابق للإعلام والعلاقات العامة في المسجد الأقصى إلى أن أحداث طوفان الأقصى “عطلت مسيرة التطبيع التي كانت دولة الاحتلال تأمل أن تكون إعلاناً نهائياً لانتصارها في الحرب على الشعب الفلسطيني بعد ستةٍ وسبعين سنةً من الصراع منذ النكبة”، داعياً الشعوب إلى إدامة الاهتمام بهذه القضية، وعدم التسليم بما تعول عليه دولة الاحتلال وحلفاؤها من أن الشعوب ستنسى يوماً ما”.
ويشدد الأكاديمي الفلسطيني عبد الله معروف على أن التضامن الشعبي في العالم، “كان أحد أهم السمات التي ميزت هذا العام، حيث كشفت الأحداث عن الوحشية الإسرائيلية الهائلة وفضحت ازدواجية المعايير لدى الحكومات الغربية في التعامل مع القضية الفلسطينية أمام شعوب العالم كلها لا العالم العربي والإسلامي فقط”، وهذا ما يفسر حسب المتحدث ذاته “موجاتٍ هائلة من الاهتمام الشعبي بهذه القضية”.