story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
التعليم والجامعة |

حدادا على روح زميلتهم.. الأطر التربوية تُضرب عن العمل وتطالب بـ”برد الاعتبار”

ص ص

خاضت الأطر التربوية بالمغرب، يوم الأربعاء 16 ابريل 2025، إضراباً وطنياً، تنديداً بالاعتداءات المتواصلة بحق نساء ورجال التعليم، والتي أسفرت الأحد الماضي عن وفاة أستاذة في مدينة أرفود.

وبالموازاة مع ذلك، خرجت الأطر في وقفات احتجاجية أمام المديريات الإقليمية والأكاديميات الجهوية، ندد فيها المتظاهرون بالعنف المدرسي، مطالبين الحكومة بحمايتهم من هذه الاعتداءات.

وحمل المتظاهرون، في الوقفات التي دعا إليها التنسيق النقابي الخماسي لقطاع التربية والتكوين، بالتزامن مع إضراب الحداد على روح أستاذة أرفود، مسؤولية الوضع الذي تعيشه المدرسة العمومية.

كما أدانوا جميع الاعتداءات التي يتعرض لها الأطر الإدارية والتربوية، الانتهاكات التي تطال حرمة المؤسسات التعليمية من طرف الغرباء، معربين عن استنكارهم أوضاع التعليم العمومي بالمغرب، “وما أصبحت تعيشه من عنف وتسيب واستهتار”.

ويعتبر التنسيق النقابي أن ظاهرة العنف في المدارس “نتاج لسياسة التفكيك الممنهج للتعليم العمومي، وللفشل الذريع لكل ما سمي بمخططات إصلاح منظومة التعليم وتحسين جودة التربية والتكوين”، مشيراً إلى أن هذه الأخيرة تحولت إلى مصدر لتبديد المال العام، وهدره في غياب أية مساءلة ومحاسبة.

كما يطالب بإلغاء كل المذكرات التي تكرّس التساهل مع مظاهر العنف، والعمل على إشراك الأسر في ورشات للتوعية، وتضمين المقررات الدراسية والإعلامية قيم الاحترام والتعايش، إلى جانب تفعيل خلايا اليقظة وتوفير الموارد البشرية الكافية لضمان الأمن التربوي.

وتشدد النقابات التعليمية على أن معالجة الأزمة لا يمكن أن تتم دون “رد الاعتبار الحقيقي لنساء ورجال التعليم”، عبر تحسين وضعهم الاجتماعي والمهني وتنفيذ الالتزامات الحكومية، وعلى رأسها اتفاقا دجنبر 2023، وكل خلاصات اللجنة التقنية المتعلقة بالنظام الأساسي الجديد لموظفي وزارة التربية الوطنية.

وكان التنسيق النقابي لقطاع التعليم قد أعلن عن تنظيم وقفات احتجاجية خلال فترات الاستراحة صباحاً ومساء مع حمل الشارة يومي الإثنين والثلاثاء 14 و15 أبريل 2025، احتجاجاً على تفشي ظاهرة العنف. مع خوض الإضراب، يوم الأربعاء 16 أبريل، والحداد على روح أستاذة أرفود التي وصفها بـ”شهيدة الواجب”.

وفارقت الراحلة أستاذة اللغة الفرنسية بمعهد التكوين المهني بمدينة أرفود، التي كانت تسمى قيد حياتها هاجر، الحياة فجر يوم الأحد 13 أبريل 2025، بعد أسابيع من المعاناة داخل المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، حيث كانت ترقد بقسم العناية المركزة، منذ شهر رمضان الماضي، متأثرة بجروح خطيرة تعرضت لها نتيجة اعتداء بواسطة سلاح أبيض من طرف أحد طلبتها الذي يدرس بالمؤسسة نفسها.

وفي السياق، كشفت مصادر طبية لصحيفة “صوت المغرب”، أن الأستاذة توفيت نتيجة مضاعفات إصاباتها الخطيرة، بعد أسابيع من العلاج الذي كانت تخضع له منذ تعرضها للحادثة.

الواقعة التي هزت مدينة أرفود وأثارت تعاطفًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، تعود إلى يوم الخميس 27 مارس، حين تعرضت الأستاذة لاعتداء جسدي مفاجئ من طرف طالب يبلغ من العمر 21 سنة، في الشارع العام، باستخدام أداة حادة “شاقور”، حيث وثقت مقاطع مصورة لحظة الاعتداء وسقوط الأستاذة أرضاً.

وفي سياق متصل، تعرض مدير ثانوية في إقليم خنيفرة، مساء الخميس 3 أبريل 2025، لاعتداء وصفه نقابيون بـ”الشنيع” من طرف تلميذ أثناء تأديته لمهامه، مما أسفر عن إصابته بجروح على مستوى الرأس ونقله في حالة غيبوبة إلى المستشفى بمدينة خريبكة.

وأدانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في بلاغ رسمي اطلعت عليه صحيفة “صوت المعرب”، الاعتداء الذي تعرض له مدير ثانوية الحسن الأول بجماعة سبت أيت رحو، معربة عن عزمها متابعة الملف واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان حماية الأطر التربوية من مثل هذه الحوادث.

وقالت المديرية الإقليمية في خنيفرة، إن مدير الثانوية التأهيلية الحسن الأول بجماعة سبت أيت رحو “تعرض لاعتداء بالضرب والجرح، وهو يؤدي مهامه المعتادة مساء الخميس 3 أبريل 2025، على يد تلميذ بالمؤسسة”، مشيرة إلى أن الاعتداء تسبب له، وفقاً للمعاينة الأولية، في “جروح على مستوى الرأس، مما استدعى نقله على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية”.