story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

تأمين الكركرات.. نقطة تحول في قضية الصحراء

ص ص

تحل اليوم الإثنين الذكرى الثالثة لتنفيذ المغرب لـ”عملية الكركرات” العسكرية، في ظل واقع جديد بات يرسمه في المنطقة، تجاوز فيه ترسيخ مبدأ السيادة على المنطقة التي كانت قبل العملية العسكرية بيد “البوليساريو” إلى إطلاق عملية إعادة الإعمار في مقابل حمل “البوليساريو” للسلاح، ووصول هجومها إلى عمق المغرب باستهداف المدنيين.

مسجد وبنك وتحلية مياه

مع مرور ثلاث سنوات على عملية الكلكركات، راكم المغرب عددا من المشاريع في هذه المنطقة الحدودية مع موريتانيا لبث الحياة فيها، وهي مشاريع ماكانت لتتم قبل عمليته العسكرية التي قادتها القوات المسلحة الملكية في 13 نونبر 2020.

خلال بداية شهر نونبر الجاري، أعطيت الانطلاقة لتشغيل محطة تحلية مياه البحر بالمركز الحدودي للكركرات، بكلفة مالية تبلغ 30 مليون درهم، ممولة من طرف وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، بقدرة تصل إلى 432 متر مكعب في اليوم، وإنشاء خزان عال بسعة 200 متر مكعب، وكذا شبكة للتوزيع بطول 5 كلم.

آخر مشروع أطلقه المغرب في المنطقة، كان في الثامن من شهر نونبر الجاري، بافتتاح أول وكالة مصرفية على الحدود مع موريتانيا، وهي الوكالة التابعة لمؤسسة “البريد بنك”، والتي قالت المؤسسة أنه يأتي من أجل تعمير هذا الجزء من الصحراء المغربية، واصفة الحدث بـ”التاريخي” الذي “يشكل إنجازا مهما في التزام البنك تجاه التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الصحراء المغربية”.

مسلسل الإعمار في المنطقة أطلقه المغرب مباشرة بعد عمليته العسكرية، حيث أعلن بعد خمسة أيام فقط من تنفيذها عن أول مشروع له في “الكركرات”، وهو المسجد الكبير الذي تشرف عليه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وخصصت لك نحو 8.8 مليون درهم، ودخل بالفعل للخدمة في شهر رمضان الماضي.

الطريق إلى موريتانيا أول خطوة 

مباشرة بعد التدخل العسكري الذي نفذته القوات المسلحة الملكية في منطقة الكركرات، أطلق المغرب عملية تعبيد الطريق البرية نحو موريتانيا، وأنهى في وقت وجيز الأشغال لتأمين الطريق البرية الوحيدة نحو موريتانيا.

هذه الطريق التي كانت أول مشروع ينفذه المغرب على الأرض بعد عمليته العسكرية، كانت تعد من قبل أخطر مقطع طرقي يمر منه العابرون برا من المغرب نحو موريتانيا، وكانت تسمى “قندهار” للدلالة على خطورتها الأمنية وضعف بنيتها، عى الرغم من أهميتها للمبادلات التجارية مع بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، عبر موريتانيا.

معبر تمر منه 200 شاحنة يوميا 

معبر الكركرات الحدودي بين المغرب وموريتانيا، يستقبل حسب مهنيي النقل ما يصل إلى 200 شاحنة يوميا، قادمة من إفريقيا أو متوجهة إليها من المغرب، ما جعل منه صلة الوصل والبوابة البرية الوحيدة للمغرب مع دول غرب إفريقيا.

وحسب شهادات المهنيين، فإنهم كانوا يجدوان أنفسهم قبل العملية العسكرية للمغرب في المنطقة محتجزين لأيام في المنطقة، بسبب تدخل انفصاليين تابعين لـ”البوليساريو” واعتراضهم لطريق الشاحنات، ما يتسبب في شلل في حركة التجارة بالمنطقة لأيام وأسابيع.

إضافة إلى تعطيل الحركة التجارية، سبق لمهنيي النقل في المغرب أن وثقوا اعتداءات جسدية يتعرضون لها من طرف قطاع طرق في المنطقة، وهي المنطقة التي كانت تحدد في خمس كيلومترات فاصلة بين آخر نقطة مراقبة مغربية والحدود الموريتانية.

ماذا حدث يوم العملية 

وكانت القوات المسلحة الملكية تحركت في 13 نونبر 2020 لطرد مجموعة من عناصر جبهة “بوليساريو” الذين كانوا يقطعون الطريق مدعومين بأربع عربات مسلحة، على مدى ثلاثة أسابيع.

وأعلنت القوات المسلحة الملكية، عن تفاصيل تدخلها في المنطقة، وقالت إنه “على إثر الحصار الذي قام به نحو ستين شخصا تحت إشراف عناصر مسلحة من البوليساريو بمحور الطريق الذي يقطع المنطقة العازلة بالكركرات ويربط المملكة المغربية والجمهورية موريتانيا الإسلامية، وتحريم حق المرور، انتقلت القوات المسلحة الملكية ليلة الخميس إلى الجمعة، إلى إقامة طوق أمني”.

وأوضحت القوات المسلحة، أن الطوق الأمني “يهدف إلى تأمين تدفق البضائع والأشخاص من خلال هذا المحور”، مشددة على أن هذه العملية غير هجومية، وبدون أي نية قتالية، وتتم وفقًا لقواعد واضحة للاشتباك، تتطلب تجنب أي اتصال بالناس المدنيين وعدم اللجوء إلى استخدام السلاح إلا للدفاع عن النفس.

نقطة تحول 

جبهة “بوليساريو” الانفصالية كانت قد اعتبرت التدخل المغربي في الكركرات إنهاءا لاتفاق وقف إطلاق النار، معلنة الحرب في المنطقة

وتبادل الطرفان منذ ذلك إطلاق النار، على مستوى الجدار الرملي الممتد على طول 2700 كيلومتر الذي أقامه المغرب نهاية الثمانينات في حدود المنطقة العازلة.

الذكرة الثالثة لهذا التدخل العسكري، تحل في وقت وصلت فيه شظايا حرب البوليساريو المعلنة من جانب واحد إلى المدنيين المغارب، حيث تعرضت مدينة السمارة بداية شهر نونبر الجاري لهجوم أعلنت “البوليساريو مسؤوليته عنه، وأودى بحياة شاب وخلف إصابة ثلاثة آخرين، أعقبه استهداف جديد بثلاث قذائف، سمع دوي انفجاراتها خلال الساعات الأولى من يوم الأحد 5 نونبر الجاري، دون أن تخلّف إصابات

ولمح المغرب على لسان سفيره وممثله الدائم لدى الأمم المتحدة عمر هلال ثم على لسان وزير خارجيته ناصر بوريطة، إلى تورط جبهة “البوليساريو” في أحداث السمارة، متوعدا بمعاقبة المتورطين ومن يقف خلفهم، إلى جانب التحقيقات الجنائية في الموضوع.

واقع عسكري جديد يفرضه المغرب 

بعد العملية العسكرية للقوات المسلحة الملكية في الكركرات، فرض المغرب واقعا عسكريا جديدا في المنطقة، على جبهة “البوليساريو” وموريتانيا كذلك.

فمن جهة، المغرب مباشرة بعد تدخله العسكري توعد كل من يدخل المنطقة، سواء من الأراضي الجزائرية أو الموريتانية بالرد.

وبالفعل، فقد أشارت عدد من التقارير إلى تدخل المغرب بطائرات بدون طيار ضد مجموعات تابعة لـ”البوليساريو”، وهي تدخلات أسفرت عن مقتل عدد من الشخصيات البارزة في الجبهة الانفصالية.

على الجانب الموريتاني، أطلقت الحكومة الموريتانية على لسان المتحدث باسمها مرارات تحذيرات للمواطنين الموريتانيين المنقبين على الذهب في المنطقة الحدودية مع المغرب من مغبة الدخول للأراضي المغربية عن طريق الخطأ، مؤكدة على أن هذا الدخول قد يعرضهم لخطر القتل.

وبالفعل، تحدث مسؤولون موريتانيون عن مقتل العشرات من المواطنين منذ عملية الكركرات في أحداث قصف للمسيرات المغربية، وهي أحداث علق عليها الرئيس محمد ولد الغزواني شخصيا محملا مواطنيه مسؤولية تجاوز الحدود الرسمية لبلاده.