“الكابوس الكبير”.. يوميات الحرب المأساوية في غزة كما ينقلها الطبيب المغربي زهير لهنا

منذ أن وصل الطبيب المغربي زهير لهنا إلى قطاع غزة، دأب من هناك على تدوين يومياته التي توثق حجم المأساة بالقطاع المحاصر الذي يرزح لليوم الـ200 تحت نير حرب إبادة “مسعورة”، وآخر ما نقله الطبيب المغربي جوانب من الدمار الذي حل “بمستشفى الشفاء”.

الكابوس الكبير

ويحكي زهير لهنا في تدوينة له على حسابه الرسمي بموقع فايسبوك عن الزيارة التي قادته إسوة بالوفد الطبي المرافق له إلى “مشفى الشفاء” الذي كان، قبل أن يحوله جيش الاحتلال إلى دمار وقبر كبير.

وقبل أن يصل الطبيب إلى هذه الوجهة، تحدث عن الطريق إليها والذي كان وفقه محفوفا هو الآخر بالدمار والخراب، وقال إن “ما شاهدناه خلال السير في الطريق الواصل بين مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، و مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة ما هو هو إلا كابوس كبير”.

وتابع أن الطريق إلى هناك كانت “مجرفة وكل المباني مدمرة بطريقة ممنهجة”، مضيفا أن آلة الحرب الإسرائيلية لم تترك مجالاً للحياة”.

وفي تفاصيل المأساة قال إن “أنابيب الصرف الصحي تم تدميرها وكل ما يتعلق بإمدادات الكهرباء والمياه تم سحقهمما، ما أدى إلى تراكم المياة الملوثة ورائحة النفايات”. لكن أكثر ما يدمي القلب وفق الطبيب المغربي منظر الجثث التي تملأ الأرجاء.

المشفى الذي “كان”

وبعد أن وصل الفريق الطبي الذي يوجد زهير لهنا ضمنه إلى وجهته “مشفى الشفاء” وجدوا هناك “صدمة كبرى دهشة حقيقية في انتظارهم”.

يقول الطبيب المغربي إنه عمل منذ سنوات في هذا الصرح الذي كان في يوم ما “مشفى”، وتابع قائلا “لقد أجهش أحدنا بالبكاء عندما رأى حجم الدمار.. جميعنا ذُهل من هول ما رأيناه ولا سيما أنني عملت في هذا الصرح الطبي منذ سنوات مضت.

ويواصل الطبيب المغربي حكي فصول “الصدمة” قائلا ” لقد كنت أتجول به والحسرة تملأ قلبي وأنا أشاهد آثار الحريق الهمجي وإتلاف كل ما فيه من أجهزة طبية ومعدات وأسرة.. إن الشاهد لهذا الخراب يدرك حتما أن هذا العمل هدفه مسح المستشفى وسحقه كليا من على وجه الأرض”.

وفق زهير لهنا اختفت معالم الحياة في تلك البقعة الجغرافية يقول “لقد اختفى ضجيج المنطقة التي كانت مكتظة بالسكان والنشاطات التجارية، كل شئ اختفى تماماً.. تدمر مستشفى الشفاء بكل مبانيه وطوابقه، وتدمر كل محيطه”.

وحينما انتهت مدة الزيارة عاد الجميع وفق الطبيب وقد “لُجم لسانه من هول المشهد”، غادروا في سيارة الإسعاف التي جاءت بهم إلى هناك في وقت “لم يجدوا فيه كلمات بوسعها توصيف المشهد أو إيجاد مبررات لهذا الإجرام”.