story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

السعودية تؤجل القمة العربية-الإفريقية بسبب “البوليساريو”

ص ص

أعلنت المملكة العربية السعودية عن تأجيل القمة العربية الإفريقية مساء أمس الثلاثاء، والتي كان من المقرر عقدها يوم الأحد المقبل في العاصمة السعودية الرياض بسبب وفد “البوليساريو”، وأبلغت بذلك مفوضية الاتحاد الإفريقي ورئاسة الاتحاد، وذلك بعد إصرار الداعمين للجبهة الانفصالية.

مسار إعلان التأجيل 

قرار تأجيل القمة العربية-الإفريقية، أعلنت عنه السعودية بداية عبر رسالة مستعجلة من سفارتها بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا إلى المفوضية الإفريقية، وقالت السفارة أنه تم “تأجيل القمة العربية الإفريقية الخامسة التي كان من المقرر عقدها في 11 نونبر 2023 في الرياض حتى إشعار آخر”. لكنها أكدت بالمقابل بأنه ستستمر “القمة السعودية الإفريقية الأولى المقرر عقدها في 10 نونبر 2023 كما هو مخطط لها” وفق ما جاء في الرسالة.

رسالة السفارة السعودية في أديس أبابا، أعقبها بلاغ أصدرته الخارجية السعودية، مساء أمس الثلاثاء، تشير فيه إلى أن قرار تأجيل القمة تم اتخاذه بعد التنسيق مع أمانة جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي وحرصا على ألّا تؤثر الأحداث السياسية في المنطقة على الشراكة العربية الإفريقية التي ترتكز على البعد التنموي والاقتصادي، فقد تقرر تأجيل موعد انعقاد القمة العربية الإفريقية الخامسة إلى وقت يحدد لاحقا”.

وجاء في البيان: “تعلن وزارة خارجية المملكة أنه بعد التنسيق مع أمانة جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي وحرصا على ألّا تؤثر الأحداث السياسية في المنطقة على الشراكة العربية الإفريقية التي ترتكز على البعد التنموي والاقتصادي، فقد تقرر تأجيل موعد انعقاد القمة العربية الإفريقية الخامسة إلى وقت يحدد لاحقا”.

وأضافت الخارجية السعودية أن ذلك يأتي “نظرا إلى التطورات الحالية في غزة والتي استدعت الدعوة إلى انعقاد قمة عربية غير عادية وقمة إسلامية تختصان ببحث الأزمة الحالية وما تشهده من تداعيات إنسانية خطيرة”.

البوليساريو تعلن مسؤوليتها عن التأجيل 

من جانبها، أعلنت جبهة “البوليساريو” الانفصالية عن وقوفها وراء تأجيل القمة العربية-الإفريقية، وقالت في بيان أصدرته تفاعلا مع قرار السعودية إن هذا الموعد العربي الإفريقي تعثر انعقاده بسبب وجود ما وصفته بـ”الإجماع الإفريقي” حول مشاركتها في هذه القمة، ما تسبب في تأجيلها.

واعتبرت الجبهة أن “دول وحكومات إفريقية رأت في عقد مؤتمر شراكة كهذا، دون حضور جميع الدول الأعضاء في الإتحاد إجحافا وتناقضا صارخا مع المبادئ المؤسسة للإتحاد الإفريقي، وتطاولا على إفريقيا وتدخلا في شؤونها ترفضه افريقيا وتشجبه”.

واستندت الجبهة على “قرار قمة رؤساء الإتحاد الإفريقي 762، والذي ينص على حق الحضور لكل الدول الأعضاء في مؤتمرات الشراكة التي يكون الاتحاد الافريقي طرفا فيها”.

كيف كان المغرب يستعد للقمة؟

من جانبه، لم يعلق المغرب على قرار تأجيل هذه القمة العربية الإفريقية بشكل رسمي، غير أن مؤشرات تظهر أنه كان يسعى لأن تنعقد وفقا لشروطه الأساسية، والتي تتمثل بشكل رئيسي في إبعاد وفد “البوليساريو” على هذا الموعد العربي- الإفريقي.

وأكدت مصادر لـ”صوت المغرب” أن المغرب كان يعد للرفع من تمثيليته في هذه القمة العربية الإفريقية، حيث كان من المقرر أن يشارك فيها بوفد رفيع المستوى، يقوده رئيس الحكومة عزيز أخنوش.

فشل المغرب في ضمان انعقاد هذه القمة العربية الإفريقية بما يحترم شروطه والمتمثلة في عدم السماح لجبهة “البوليساريو” بتمثيلية توازي تمثيلية الدول، يأتي في وقت يتحمل فيه المغرب مسؤولية الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية.

ماذا يعني تأجيل القمة العربية الإفريقية 

تأجيل القمة العربية الإفريقية، مؤشر على تفويت دول القارة والدول العربية، فرصة جديدة للتطرق لملفات أمنية واقتصادية تشغل بلدان التجمعين.

وتشير الوثائق المنشورة بالموقع الرسمي للاتحاد الأفريقي بأن القمة العربية الإفريقية تناقش ملفات سياسية وأمنية واقتصادية، منها محاربة الإرهاب، وتمويل التنمية وتطوير الزراعة والأمن الغذائي، وإنشاء صندوق لمواجهة الكوارث، وتوحيد الجهود للحد من هجرة الشباب في المنطقتين العربية والأفريقية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

آخر قمة من هذا النوع عقدت سنة 2016، وكان يفترض أن تعقد النسخة الموالية بعد ثلاث سنوات، غير أنها تأجلت مرات عديدة، ويعد هذا التأجيل الأخير من طرفالمملكة العربية السعودية هو الثالث، ولم يحدد موعد جديد لانعقادها.

آخر قمة عربية-إفريقية وانسحاب المغرب 

آخر قمة عربية إفريقية انعقدت في نسختها الرابعة بعاصمة غينيا الإستوائية مالابو بتاريخ 23 نونبر 2016، وكانت مسرحا للخلاف بسبب حضور وفد “البوليساريو”.

وشهدت القمة مقاطعة ثماني دول وهي السعودية والإمارات والبحرين وقطر والأردن، وعمان واليمن، ثم الصومال إحتجاجا على مشاركة جبهة “البوليساريو”، في حين تأسفت المملكة لعدم “فرض التقيد بالضوابط المشتركة بين المجموعتين الإفريقية والعربية” من طرف الكويت بصفتها رئيسة الجلسة.

المغرب، كان قد وجه في بلاغ لخارجيته الشكر للدول التي وقفت إلى جانبه، وتمسكت بالمطالبة باقتصار التعاون بين جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي على الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة

وظل الخلاف قائما مع تباين في الرؤى بين الجانبين العربي والأفريقي حيث تتمسك الجامعة العربية بإبعاد وفد الجبهة من القمة، بينما تصر مفوضية الاتحاد الأفريقي على مشاركته.

هل يعود المغرب لـ”المقعد الفارغ”؟  

بعد سنوات من قطعه مع سياسة المقعد الفارغ بحضوره القمم التي تضم المكون الإفريقي إلى جانب وفد جبهة “البوليساريو” الانفصالية، عاد المغرب إلى الانسحاب من المؤتمرات الإقليمية بحجة مشاركة وفد الجبهة، وبدأ هذا المسار في أكتوبر من سنة 2018، حين انسحب الوفد المغربي من الاجتماع الوزاري التحضيري للمؤتمر الدولي السابع حول التنمية بإفريقيا “تيكاد 7” في العاصمة اليابانية طوكيو احتجاجا على حضور “البوليساريو”.

وقالت وكالة الأنباء المغربية الرسمية آنذاك إنه: “بمناسبة الاجتماع الوزاري التحضيري لهذا المؤتمر المقرر من 5 إلى 7 أكتوبر، تسلل أعضاء من البوليساريو إلى اليابان”، وأضافت أنهم دخلوا بجوازات سفر دولة أخرى، و”حصلوا على اعتماد ببطاقات لجنة الاتحاد الإفريقي”.

ومن بين أبرز هذه الأزمات، ما وقع خلال شهر غشت من سنة 2022، حيث قرر المغرب عدم المشاركة في القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي “تيكاد 8″، التي انعقدت بتونس، والاستدعاء الفوري لسفيره بتونس للتشاور، بسبب دعوتها لجبهة “البوليساريو” واستقبال رئيسها قيس سعيد لزعيم الجبهة ابراهيم غالي.

وبناء على هذا الموقف، قررت المملكة المغربية عدم المشاركة في القمة الثامنة لقمة “تيكاد”، في أزمة لا زالت مستمرة إلى الآن بغياب السفير المغربي عن تونس، واستمرار هذه الأخيرة في سحب سفيرها من الرباط.