story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

البقاء أم المغادرة..الزلزال يضع السياح في حيرة

ص ص

نيويورك تايمز – النسخة الإسبانية

تطرح الكوارث الطبيعية مثل الزلزال، الذي وقع في المغرب ليلة الجمعة 08 شتنبر، تساؤلات كثيرة حول الأخلاقيات المتعلقة بممارسة السياحة في البلدان التي تعرضت لهذه الكوارث، وبالتالي يطرح السؤال حول ما إذ يعتبر السياح عبئًا إضافيا على البلد المتضرر أم مصدرًا حيويًا لدخل إضافي؟

إن بعض وجهات السفر الأكثر شهرة في العالم، مثل تركيا واليونان وجزر هاواي  والمغرب، قد تعرضت عبر تاريخها لدمار بسبب الكوارث الطبيعية مثل الزلازل، والحرائق الغابوية والفيضانات، التي دمرت مدنًا بأكملها، وأسفرت عن وفاة العديد من السكان، وتدمير وإتلاف العديد من المعالم الثقافية.

هذه السلسلة من الأحداث الكارثية، جعلت العديد من السياح عبر العالم، في حالة من الارتياب والارتباك، حيال كيفية التصرف، في البلد الذي سيزورونه بعدَ وقوع الكارثة، ويتساءلون ما إذا كان عليهم البقاء أو مغادرة البلد المتضرر؟  أو إلغاء الرحلات تماما؟

يتحدث خبراء الترحال والسفر، عن أنه ليس هناك إجابات واضحة وسهلة حيال هذا الوضع، لكن هناك جملة قواعد يجب اتباعها، حيث يُنصح بأن يتبع المسافرون توجيهات المسؤولين الحكوميين في مثل هذه الأحداث، لكن إزاء ذلك، لا يتفق السكان المحليون الذي يستفيدون من عائدات السياح، على ذلك، مثل سكان مدينة “لاهاينا” في غشت الماضي، بعد أن دمرت ممتلكاتهم بالكامل، ومات أكثر من 115 قتيلا، سكان الجزيرة، أكدوا رغم الأضرار، فإن العائدات السياحية عليهم لا يجب أن تتوقف.

في المغرب، حيث ضرب زلزال قوي بلغت قوته 7 درجات، جنوب غرب مراكش يوم الجمعة الماضي 08 شتنبر، وأسفر عن مقتل  ما لايقل عن 3000 شخص، فإن الوضع مشابه بشكل أكبر، ففي موسم بلغت فيه السياحة ذروتها، يشعر الكثير من السكان بالقلق حيال استمرار استقبال المنطقة للسياح.

وأكدت منى أنجار رئيسة تحرير مجلة “أي كم فور كوسكوس” (I Came for Couscous)المحلية،  “بشكل مباشر أو غير مباشر، جميع السكان مرتبطون بهذه الموارد، و سيتأثرون بشكل فظيع”، وهذا ما يجب على السياح التفكير فيه عندما يواجهون احتمال زيارة دُوار تعرض لكارثة.

هل المكان مفتوح للسياحة؟

حتى الآن، لم تصدر الحكومة المغربية أي بلاغ بخصوص حالة جهود الإنقاذ، ولم يَرد مكتب السياحة كذلك، على عدة طلبات حول الإلغاء أو غير ذلك، علما أن وزارة الخارجية البريطانية نصحت مواطنيها الذين يخططون للسفر إلى المغرب، بالاسترشاد، بقرارات الهيئات المختصة في هذا القطاع.

وعندما ضرب الزلزال في المغرب، استشعرت العديد من الساكنة القريبة من البؤرة المركزية، التي تعد مكانا محبذا للزوار مثل مراكش ومدن إمسوان وأكادير وتارودانت، ولكن معظم الأضرار تركزت بالقرب من مركز الزلزال في إقليم الحوز، بعد الزلزال مباشرةً، تم إلغاء معظم الرحلات إلى هذه المنطقة، وسارعت شركات السفر في إجراء تقييمات أمنية حاسمة، لكي تطمئنَ على جميع عملائها وموظفيها، بأنهم مازالوا على قيد الحياة، أو لم يصبهم مكروه.

ولكن الآن، بعد تحديد الأضرار، وباتباع توجيهات الحكومة، تمت أغلب الرحلات، ما خلا تعديلات بسيطة في جدول الزيارة، فالفنادق لم تتأثر بشكل كبير، وفقًا لجمعية فنادق المغرب، أكدت زينة بن الشيخ، المديرة العامة لتنسيق العمليات الأوروبية في شركة “إنتربيد ترافيل” ، التي نشأت في مراكش: “هناك مناطق داخل المدينة القديمة في مراكش تعرضت للضرر، وتم إغلاق بعض المعالم التاريخية، ولكن معظم المناطق داخل المدينة في حالة جيدة ويمكن زيارتها، وجميع المرافق الحيوية في المملكة، مفتوحة، كالمطارات والمدارس والفنادق والمتاجر والمطاعم، إنها تعمل بشكل طبيعي بعد حدوث الزلزال”.

شركة “إنتربيد ترافيل” (Intrepid Travel) السياحية، كان لديها 600 سائح متوجه نحو مراكش ليلة الزلزال، 17 منهم  فقط قرروا إلغاء رحلاتهم، وقالت شركة “توي” (TUI)، وهي أكبر شركة سفر في أوروبا، إن بعض جداول رحلاتها تغيرت قليلا، لكن معظم السائحين قرروا البقاء بعد أن أجرت الشركة، اتصالاتها مع السلطات العمومية، حيث أكدت استمرار الرحلات نحو المغرب.

هل  يمكن أن أكونَ عبئا لأني سائح؟

عندما ضرب زلزال بلغت قوته 7.8 درجات، جنوب تركيا في فبراير الماضي، ألغت شركة الطيران التركية، العديد من الرحلات في جميع أنحاء البلاد لتوجيه مواردها للإنقاذ، أيضا خلال حرائق غابات “مَاوي”، قامت شركات الطيران بإلغاء رحلاتها إلى “هاواي” لكي تتمكن الطائرات من نقل السياح العالقين إلى المناطق الأمنة.

في المغرب، خصصت الجهود لضحايا الزلزال، وتتوقع الشركات والسلطات العمومية، تدفق السياح الأجانب بعيدًا عن المناطق المتضررة، التي تعد قياسًا إلى المناطق غير المتضررة، مجالا عاديًا لاستئناف الأنشطة السياحية.

حفيظة حدوبان، مرشدة سياحية ومقيمة بمراكش ترافق السياح في رحلات المشي ورحلات الرياضات الجبلية، حثت الزوار على القدوم، معتبرة أن خطر الزلزال قد مر بالفعل منذ فترة وأن سلطات مراكش تقوم رسميا بإحصاء المباني الآيلة للسقوط. أما أنخيل إسكيناس، المدير الإقليمي لمجموعة فنادق “بارسيلو”(Barcelo)، التي تمتلك  مجموعة من الفنادق في مراكش والدار البيضاء وفاس، قال إنه ليس هناك حاجة فورية لتقليل فترات إقامة السياح ما لم يروا هم ذلك ضرورياً. 

“من المقبول تمامًا أن يستمر السياح في أنشطتهم المخططة من قبل، مثل القيام برحلات سياحية والاسترخاء في حمام السباحة أو التمتع بالحياة الليلية. المغرب ما زال وجهة متنوعة ومضيافة”، مشيرًا “ومع ذلك، نحث الزوار على أن يكونوا على دراية ببيئتهم المحيطة وأن يحترموا الظروف الخاصة للسكان المحليين”.

كيف يمكنني أن أساعد؟

زيارة بلد يمكن أن تكون دعمًا كبيرًا لجهود الإغاثة في حالات الكوارث، حيث يعتمد العديد من السكان المحليين على دخل السياحة لتأمين معيشتهم، في المغرب، تساهم  السياحة بـ 7,1 في المائة من الناتج الداخلي، وهي مصدر رئيسي لدخل الأسر ذات الدخل المحدود، والعديد من المطاعم والفنادق هنا، أطلقت حملات لمساعدة موظفيها وعائلاتهم في المناطق المتضررة.

 يمكن التبرع لبعض منظمات الإغاثة مثل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، التي تستجيب لمثل هذه الكوارث. وقال توني أوزبورن، بريطاني يعيش في لندن، ويعمل كمدرب لرياضة التنس يبلغ من العمر 52 عامًا، حيث كان في زيارة إلى مراكش مع عائلته خلال الزلزال: “توقفنا للتو عند مركز تبرع بالدم بعد تناول وجبة غداء كبيرة، واعتقدنا أنه كان الشيء الصحيح”. “المغاربة كانوا مضيافين للغاية، كنت أتمنى فقط أن نستطيع أن نفعل المزيد للمساعدة”.