story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

أمريكا تناقش مع المغرب سبل الدعم الممكنة بعد زلزال “8شتنبر”

ص ص

جددت الولايات المتحدة الأمريكية التزامها بتقديم مبلغ مليون دولار، لدعم المبادرات الإغاثية الجارية في المناطق المتضررة من الزلزال الذي ضرب المغرب قبل أيام. الموقف الأمريكي جاء أمس على لسان الرئيس جو بايدن خلال محادثة أجراها مع الملك محمد السادس، قدم فيها تعازيه لضحايا زلزال 8شتنبر، وعبر عن استعداد بلاده للمساهمة في جهود التعافي من الفاجعة في المناطق المتضررة.

أول تفاعل أمريكي مع الزلزال 

الولايات المتحدة الأمريكية، كانت من أول الدول التي تفاعلت رسميا مع فاجعة الزلزال الذي ضرب المغرب قبل عشرة أيام، حيث أصدر البيت الأبيض في صباح اليوم الموالي لليلة الزلزال، بيانا للرئيس جو بايدن، عبر فيه عن حزنه العميق إزاء الخسائر في الأرواح والدمار الذي سببه الزلزال في المغرب.

أول تفاعل لبايدن مع الزلزال، مدت فيه الولايات المتحدة الأمريكية يدها لمساعدة المغرب في الأزمة، حيث قال الرئيس بايدن إن بلاده ربطت الاتصال مع المسؤولين المغاربة وعلى استعداد لتقديم أي مساعدة ضرورية للشعب المغربي.

إلى جانب ذلك، أصدرت السفارة الأمركية في الرباط في الساعات الأولى التي تلت الزلزال تحذيرات للموطنين الأمريكيين المتواجدين في المناطق المتضررة لتوخي الحذر، كما جدد الرئيس الأمركيي التأكيد على عمل بلاده وجه السرعة لضمان سلامة المواطنين الأمريكيين في المغرب.

وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن، أكد كذلك بعد يوم من الزلزال على استعداد بلاده لمساعدة المغرب، وقال في بلاغ له أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم أي مساعدة ضرورية إلى المغرب في استجابته لهذه المأساة. وزاد السفير الأمريكي في الرباط تالوار في نفس اليوم التأكيد على “الجاهزية” الأمريكية للتدخل.

دعوة معلقة للمساعدة 

بقي العرض الأمريكي لمساعدة المغرب في تبعات الزلزال الذي ضرب عددا من أقاليميه دون جواب، كما كان الحال مع أزيد من ستين دولة أبدت نفس الاستعدد للمساعدة، فيما عبرت الرباط بعد يوم من اللزال على موافقتها على تلقي مساعدات للمنكوبين من أربع دول فقط، هي إسبانيا وقطر وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة، والتي أرسلت فرق إنقاذ وإسعاف ومواد غذائية ومستلزمات المأوى للمتضررين.

دول ردت على عدم قبول المغرب لعروضها للمساعدة، مثل فرنسا التي رأى إعلامها أن عدم تجاوب المغرب يعكس فتور العلاقات بين البلدين، وألمانيا والتي قال متحدث باسم وزارة الخارجيتها إن برلين لا ترى أي مؤشرات على أن قرار المغرب عدم الاستجابة لعروض ألمانيا تقديم مساعدات لضحايا الزلزال سياسي وأن المغرب شكر ألمانيا على عرضها تقديم المساعدة.

الولايات المتحدة الأمريكية لم تعلق عدم قبول المغرب لعرضها للمساعدة في تدبير تبعات الزلزال، واختارت مباشرة المرور إلى الخطوة الموالية، بتوجيه المساعدة للمنكوبين دون المرور عن طريق الحكومة المغربية، وذلك عن طريق المنظمات المدنية، وهو ما أعلنت عنه مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور بعد خمسة أيام من يوم وقوع الزلزال، ضمن تفاصيل دعم الولايات المتحدة الامريكية للجمعيات  في المناطق المنكوبة.

تفاصيل دعم أمريكي مباشر لضحايا الزلزال 

الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، أرسلت في الساعات الأولى التي تلت الزلزال فريق تقييم صغير إلى المغرب، لدعم الممثلين المحليين للوكالة في تقييم الوضع وتحديد الاحتياجات الإنسانية،  وعلى ضوء هذا التقييم، أعلنت الوكالة عن تفاصيل دعمها المخصص للمغرب، لترصد ما يصل إلى مليون دولار من المساعدات الإنسانية الأولية لدعم الناس في المناطق الأكثر تضررا من جراء الزلزال وتوابعه.

المنظمة ربطت شراكة مباشرة مع الهلال الأحمر المغربي، وبدأت العمل مع فرقه في المناطق التي تعرضت للزلزال، وخططت لأن تصرف مساعداتها للمغرب عن طريق تمويل مهام الهلال الأحمر، ومساعدته على تقديم المساعدة الغذائية الطارئة والخدمات الصحية والمأوى ودعم الصحة العقلية والموارد النفسية الاجتماعية لمساعدة المتضررين.

في المقابل، لم يجمع الوكالة الأمريكية أي تنسيق للجهود مع المكونات الرسمية المغربية، باستثناء تبادل للخبرات الفنية المتخصصة مباشرة مع الحكومة المغربية لتعزيز تعاملها مع حالات الطوارئ، مشترطة تقديم المزيد من الدعم، بوجود طلب من الحكومة المغربية.

تجنب أمريكي رسمي للتعليق على عدم قبول المغرب للمساعدات 

عدم إدراج المغرب للولايات المتحدة الأمريكية ضمن البلدان التي أعلن الاستجابة لعروض دعمها إثر الزلزال الذي ضرب البلاد، طرح لدى الصحافة الأمريكية بعض الأسئلة، ووجه سؤال حوله للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر،الخميس الماضي، قال فيه أحد الصحافيين : “هل مازال المغرب لم يقدم طلبا رسميا للحصول على مساعدة الولايات المتحدة في أعقاب الزلزال؟”، وكان رد ميلر أن لديه “مستجد بشأن المحادثات مع الحكومة المغربية وإجراءاتنا في ما يتعلق بجهود الإغاثة في المغرب”.

وأكد المتحدث ذاته أن “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أرسلت فريق تقييم صغيرا إلى المغرب للتواصل مع الفرق المحلية لتقييم الوضع وتحديد الاحتياجات الإنسانية”، وأضاف: “نتبادل الخبرات الفنية المتخصصة من خلال هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، ونواصل التشاور الوثيق مع الحكومة المغربية حول أفضل السبل التي يمكن للولايات المتحدة أن تدعم بها جهودها لتوفير استجابة إنسانية لهذه المأساة”.

وفي سؤال ثان في الموضوع، أراد الصحافي التأكد مما إذا كان المغرب رفض أي عروض مساعدة أمريكية في هذه المرحلة، غير أن ماثيو ميلر أجاب بأنه “لن يضع الأمر بهذه الطريقة”، مردفا في هذا السياق: “أود أن أشير إلى أننا نجري مناقشات معهم حول ما يمكننا تقديمه على أفضل وجه لدعم جهودهم”.

وعن الجهة التي ستوجه إليها أموال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، رفض المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية الإجابة عن السؤال، وقال إن تفاصيل صرف هذه الأموال تحددها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

وكان بلاغ لوزارة الداخلية المغربية أكد أن السلطات المغربية استجابت لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ.

وشدد البلاغ على أن هذا الإجراء يأتي في إطار تبني مقاربة تتوافق مع المعايير الدولية في مثل هذه الظروف؛ بحيث أجرت السلطات المغربية تقييما دقيقا للاحتياجات في الميدان، آخذة بعين الاعتبار أن عدم التنسيق في مثل هذه الحالات سيؤدي إلى نتائج عكسية.

دعوة مغربية للمساهمة في إعادة الإعمار 

خلال ثاني اجتماع عمل خصص لتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من زلزال الحوز، والذي ترأسه الملك محمد السادس وحضره وزراء حكوميون ومسؤولون عسكريون، أعلن عن فتح الباب أمام مختلف دول العالم للمشاركة المالية في إعادة إعمار المناطق المدمرة من الزلزال في المغرب.

وأثار بلاغ للديوان الملكي الصادر عن هذا الاجتماع، قضية الموارد المالية التي سيعتمد عليها المغرب في برنامج إعادة إعمار المناطق المدمرة، وأشار إلى أنه سيتم بالأساس تعبئة الوسائل المالية الخاصة للدولة والمؤسسات العمومية، وسيكون كذلك مفتوحا للمساهمات الواردة من الفاعلين الخواص والجمعويين، وكذا “الدول الشقيقة والصديقة، التي ترغب في ذلك”.

وعلى الرغم من فتح المغرب لباب مساهمة الدول الصديقة في جهود إعادة إيواء المتضررين، إلا أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين لم تشر إلى أي مساهمة أمريكية محتملة في هذا التجاه، فيما ربط البعض منهم رصد أي مخصصات إضافية لضحايا الزلزال في المغرب، بتقديم المغرب لطلب بذلك.